للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا بأبي ظبية لولا طيفها ... ما أستأذنتها مقلتي أن تهجعا

ولا رجوت بسؤالي عندها ... جدوى سوى أن أشتكي وتسمعا

يا صاحبي سر الهوى إذاعة ... طغت خروق سرنا أن ترقعا

إشرافة على منى إشرافة ... واجتهداها دعوة أن تسمعا

يا طلقاء الغدر هل من عطفة ... على أسير بالوفاء جمعا

سلبتموني كبدا صحيحة ... أمس فردوها علي قطعا

عدمت صبري فجزعت بعدكم ... ثم ذهلت فعدمت الجزعا

وأنت يا ذات الهوى من بينهم ... عهدك يوم وجرة ما صنعا

لما ملكت بالخداع جسدي ... نقلت قلبي وسكنت الأضلعا

وارتجعا لي ليلة بحاجر ... إن تم في الفائت أن يرتجعا

وغفلة سرقتها من زمني ... بلعلع سقى الغمام لعلعا

وقال في صدر أخرى:

أنذرتني أخت سعد أن سعدا ... دونها ينهد لي بالشر نهدا

ما على قومك أن صار لهم ... أحد الأحرار من أجلك عبدا

أجتلي البدر فلا أنساك وجهها ... وأرى الغصن فلا أسلاك قدا

وإذا هبت صبا أرضكم ... جملت تراب الغضابان ورندا

لام في نجد وما استنصحته ... بابلي لا أراه الله نجدا

لو تصدى رشأ السفح له ... لم يلم فيه ولو جار وصدا

يصل الحول على العهد وما ... أنكر التذكار من قلبي عهدا

أفيروى عندكم ذو غلة ... عدم الظلم فما يشرب بردا

رد لي يوما على وادي منى ... أن قضى الله لأمر أن يردا

وقال في صدر أخرى:

بطرفك والمسحور يقسم بالسحر ... أعمدا رماني أم أصاب ولا يدري

تعرض لي في القانصين مسدد ... الإشارة مدلول السهام على النحر

رمى اللحظة الأولى فقلب مجرب ... فكررها أخرى فأحسست بالشر

فهل ظن ما قد حرم الله من دمي ... مباحاً له أم نام قومي عن الوتر

بنجد ونجد دار جود وذمة ... مطال بلا عس ومطل بلا عذر

وسمراء ود البدر لو حال لونه ... إلى لونها في صبغة الأوجه السمر

خليلي هل من وقفة والتفاتة ... إلى القبة السوداء من جانب الحجر

وهل من أرانا الحج بالخيف عائد ... إلى مثلها أم عدها حجة العمر

ولله ما أوفى الثلاث على منى ... لأهل الهوى لو لم تحن ليلة النفر

لقد كنت لا أوتى من الصبر قلة ... فهل تعلمان اليوم أين مضى صبري

وكنت ألوم العاشقين ولا أرى ... مزية ما بين الوصال إلى الهجر

فأعدي إلي الحب صحبة أهله ... ولم يدر قلبي أن داء الهواء يسري

أيشرد لبي يا غزالة حاجر ... وأنت بذات البان مجموعة الأمر

وخذي الحظ عيني في الغصون إضافة ... إلى القلب أو ردي فؤادي إلى صدري

وقال من أخرى:

ولما وقفنا بالديار تشابهت ... جسوم براهن البلى وطلول

فبال بداء بين جنبيه عارف ... وبال بما جر الفراق جهول

ونسأل عن ظمياء صماء لا تعي ... فترضى بما قالت وليس تقول

هل أنت يا ظمياء إلا يراعة ... تميل مع الأرواح حيث تميل

فإن كان سؤلا للنفوس بلاؤها ... فإنك للبلوى وإنك سول

تهجر واش فيك عندي فسائني ... فقلت عدو أنت قال عذول

وسفهني في أن تعلقت مانعا ... فقلت وأي الغانيات منيل

إذا لم تكن حسناء إلا بخيلة ... فلا عجب في أن يحب بخيل

وقال في صدر أخرى وهي من مشهور شعره:

بكر العارض تحدوه النعام ... فسقاك الري يا دار أمام

وتمشت فيك أرواح الصبا ... يتأرجن بأنفاس الخزامى

أجتدي المزن وماذا أر بي ... أن تجود المزن أطلالا رماما

وقليلا قبلا أن أدعو لها ... ما رآني الله أستجدي الغماما

أين سكانك لا أين هم ... أحجازا أوطنوها أما شآما

صدعوا بعد التئام فغدت ... بهم أيدي المرامي تتراما

يا لواة الدين عن ميسرة ... الضنينات وما كن لئاما

قد وقفنا بعدكم في ربعكم ... فقضيناه استلاما والتثاما

بجرعاء الحمى قلبي فعج ... بالحمى وأقرأ على قلبي السلام

وترجل فتحدث عجبا ... إن قلبا سار عن جسم أقاما

قل لجيران الغضا آه على ... طيب عيش بالغضا لو كان داما

<<  <   >  >>