للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فتراخى الأمر حتى أصبحت ... هملا يطمع فيها من يراها

تخصب الأرض فلا أقربه ... رائدا إلا إذا عز حماها

لا يراني الله أرعى روضة ... سهلة الأكناف من شاء رعاها

وإذا طمع أعرى بكم ... عرض اليأس لنفسي فثناها

فصبابات الهوى أولها ... طمع النفس وهذا منتهاها

لا تظنوا لي إليكم رجعة ... كشف التجريب عن عيني عماها

وقول أبي الفتح محمد بن عبد الله المعروف بسبط بن التعاويدي:

قل للسحاب إذا مرت ... هـ يد الجنائب فارجحن

عج باللوى فاسمح بدم ... عك في المعاهد والدمن

يا منزل الأنس الجميع ... وملعب الحي الأغن

سكنت بك الآرام من ... بعد الأحبة السكن

أين استقلت بالحبيب ... ركابه ومتى ظعن

شوقي إلى زمن الحمى ... سقي الغوادي من زمن

شوق المغرب شردت ... هـ يد البعاد عن الوطن

ولقد عهدتك والزمان ... لشملنا بك ما فطن

وثراك ما اغبرت مسار ... حه وماؤك ما أجن

وظباؤك الأتراب لي ... وطر وتربك لي وطن

لام العذول وما درى ... وجدي وبلبالي بمن

وجدي بمن فضح القضي ... ب وأخجل الرشأ الأغن

ما ضر من هو فتنتي ... لو كان يرحم من فتن

دمعي طليق في ... محبته وقلبي مرتهن

يا منيتي أودى الصدو ... د بعاشق بك ممتحن

غادرته وقفا على ال ... عبرات بعدك والحزن

كلف الفؤاد معذبا ... بين الإقامة والظعن

عطفا على قرح الجفو ... ن بعيد عهد السوسن

لا تبخلي فالبخل يذ ... هب بهجة الوجه الحسن

ولرب ليل بت في ... هـ صريع باطية ودن

أختال من مرح وأسحب فضل ذيلي والردن

مع معطف لدن القوا ... م إذا انثنى رخص البدن

وقوله في صدر أخرى:

سقاك سار من الوسمي هتان ... ولا رقت للغوادي فيك أجفان

يا دار الهوى وأطرابي وملعب أت ... رابي وللهو الأطراب أوطان

هل عائد لي ماض من جديد الهوى ... أبليته وشباب فيك فينان

إذ الرقيب لنا عين مساعدة ... والكاشحون لنا في الحب أعوان

وإذ جميلة توليني الجميل وعن ... د الغانيات وراء الحسن إحسان

ولي إلى الرمل من نحو الحمى طرب ... واليوم لا الرمل يصبيني ولا البان

وما عسى يدرك المشتاق من وطر ... إذا بكى والأحباب قد بانوا

كانوا معاني المغاني والمنازل أم ... وات إذا لم يكن فيهن سكان

لله كم قمرت لبي بجوك أق ... مار وكم غازلتني فيك غزلان

خال من الهم في خلخاله حرج ... فقلبه فارغ والقلب ملآن

يذكي الجوى بارد من ثغره شبم ... ويوقظ الوجد طرف منه وسنان

أن يمس ريان من ماء الشباب فلي ... قلب إلى ريقه المعسول ظمآن

بين السيوف وعينيه مشاركة ... من أجلها قيل للأغماد أجفان

وقول أبي الغنائم محمد بن علي المعروف بابن المعلم الواسطي:

هو الحمى ومعانيه ومغانيه ... فاحبس وعان بليلى ما تعانيه

لا تسأل الركب والحادي فما سأل العشاق قبلك من ركب وحاديه

ما في الصحاب أخو وجد تطارحه ... حديث نجد ولا صب تجاريه

إليك عن كل قلب في أماكنه ... ساه وعن كل دمع في أماقيه

وقوله أيضاً من أخرى:

ردوا علي شوارد الأظعان ... ما الدار إن لم تغن من أوطاني

ولكن بذاك الجزع من متمنع ... هزأت معاطفه بغصن البان

ألوى تلونه بأول موعد ... فمن الكفيل لنا بوعد ثاني

ومتى اللقاء ودونه من قومه ... أبناء معركة وأسد طعان

نقلوا الرماح وما أظن أكفهم ... خلقت لغير ذوابل المران

وتقلدوا بيض السيوف فما ترى ... في الحي غير مهند وسنان

ولئن صددت فمن مراقبة العدى ... ما الصد عن ملم ولا سلوان

يا ساكني نعمان أين زماننا ... بطويلع يا ساكني نعمان

وقول أبي الحسن علي بن محمد بن بسام المعروف بالبسامي الشاعر:

لله أيام الشباب ولهوه ... لو أن أيام الشباب تباع

فدع الصبا يا قلب واسل عن الهوى ... ما فيك بعد مشيبك استمتاع

<<  <   >  >>