للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقول أبي منصور علي بن الحسن المعروف بصردر من قصيدة:

نسائل عن ثمامات بحزوى ... وبان الرمل يعلم ما عنينا

فقد كشف الغطاء فما نبالي ... أصرحنا بذكرك أم كنينا

ولو أني أنادي يا سليمى ... لقالوا ما عنيت سوى لبينى

وقول الأمير ناصر الدين محمد وهو من المرقص:

قلب المتيم كاد أن يتفتتا ... فإلى متى هذا الصدود إلى متى

يا معرضين عن المشوق تلفتوا ... فعوائد الغزلان أن تتلفتا

كنا وكنتم والزمان مساعد ... لله ذاك الشمل كيف تشتتا

صد وبعد واشتياق دائم ... ما كل هذا الحال يحمله الفتى

وعدوا من الانسجام المرقص أيضاً قول ابن الدباغ:

يا رب أن قدرته لمقبل ... غيري فللمسواك أو للأكؤس

ولئن قضيت لنا بصحبة ثالث ... يا رب فلتك شمعة في المجلس

وإذا حكمت لنا بعين مراقب ... يا رب فلتك من عيون النرجس

وذيل عليها الشيخ عبد الرحمن الخياري من أهل العصر فقال:

ولئن قضيت لجسمه بملامس ... يا رب فليك من سني الأطلس

وذيل عليه آخر فقال:

ولئن قضيت لنا بصوت مطرب ... فمن الحمائم في الليالي الحندس

وذيلت عليه أنا فقلت:

ولئن قضيت لنا بشرب مدامة ... يا رب فلتك من لماه الألعس

وقول أبي عبد الله أحمد بن محمد المعروف بابن الخياط الدمشقي:

يا نسيم الصبا الولوع بوجدي ... حبذا أنت إن مررت بنجد

أجر ذكري نعمت وأنعمت غرامي ... بالحمى ولتكن يدا لك عندي

ولقد رابني شذاك فبالله متى عهد بأطلال هند

إن يكن عرفها امتطاك إلينا ... فلقد زرتنا بأسعد سعد

يا خليلي خلياني وهمي ... أنا أولاكما بغيي ورشدي

لو أمنت الملام والذم ما اخ ... ترت وقوفي على المنازل وحدي

ولقد أصحب المراح إلى اللذ ... ات ملقى الوشاح أسحب بردي

بين دعج من الظباء ونعج ... ولدان من الحسان ملد

في زمان من الشبيبة مصقو ... ل وعيش من البطالة رغد

وقوله في صدر أخرى وهي من مشهور شعره:

خذا من صبا نجد أمانا لقلبه ... فقد كاد رياها يطير بلبه

وإياكما ذاك النسيم فإنه ... متى هب كان الوجد أيسر خطبه

خليلي لو أحببتما لعلمتما ... محل الهوى من مغرم القلب صبه

تذكر والذكرى تشوق ذو الهوى ... يتوق ومن يعلق به الحب يصبه

غرام على يأس الهوى ورجائه ... وشوق على بعد المزار وقربه

وفي الركب مطوي الضلوع على جوى ... متى يدعه داعي الغرام يلبه

إذا خطرت من جانب الرمل نفحة ... تضمن منها داءه دون صحبه

ومحتجب بين الأسنة معرض ... وفي القلب من أعراضه مثل حجبه

أغار إذا آنست في الحي أنه ... حذارا وخوفا أن تكون لحبه

وقد طويت كشحا عن إيراد ما لكثير من المتأخرين, كالبلهاء زهير, والحاجري وابن الفارض, وابن النبيه, والتلعفري وابن نباته, والصفي الجلي, والتلمساني وابن الجهني وأمثالهم, وما ذلك إلا لاشتهار دواوينهم, وتداول أشعارهم.

فلنذكر طرفا مما وقع لأهل العصر في هذا الباب, ونمتع بلذتها الأسماع والألباب, فإن لكل جديد لذة, خصوصاً إذا كان من النوادر الفذة.

فمن ذلك قول الشيخ العلامة بهاء الدين محمد بن حسين العاملي:

خلياني بلوعتي وغرامي ... يا خليلي واذهبا بسلام

قد دعاني الهوى فلباه لبي ... فدعاني ولا تطيلا ملامي

خامرت خمرة المحبة عقلي ... وجرت في مفاصلي وعظامي

أيها السائر الملح إذا ما ... جئت نجدا فعج بوادي الخزام

وتجاوز عن ذي المجاز وعرج ... عادلا عن يمين ذاك المقام

وإذا ما بلغت حزوى فبلغ ... جيرة الحي يا أخي سلامي

وأنشدن قلبي المعنى لديهم ... فلقد ضاع بين تلك الخيام

وإذا ما رثوا لحالي فسلهم ... أن يمنوا ولو بطيف منام

يا نزولا بذي الأرك إلى كم ... تنقضي في فراقكم أعوامي

ما سرت نسمة ولا ناح في الدو ... ح حمام إلا وحان حمامي

أين أيامنا بشرقي نجد ... يا رعاها الإله من أيام

حيث غصن الشباب غض وروض العيش قد طرزته أيدي الغمام

<<  <   >  >>