للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وزماني مساعد وأيادي ال ... لهو نحو المنى تجر زمامي

ومن المرقص قول الأديب حسين جلبي بن الجزري الشامي:

اغمدا شبا مرهفك الباتر ... بالسيف لا حاجة للساحر

لحظك أمضى منه فينا شب ... ما أقتل الفاتك بالفاتر

يا قمرا أشرق من فرعه ... الزاهي على غصن نقا زاهر

أهديت لي السهد وفرط البكا ... أمرك محمول على الناظر

ويا غزالا آنسا نافرا ... ما عهدنا بالآنس النافر

لا تقس قلبا وتلن جانبا ... فهذه من شيم الغادر

ولا تطع واشيك في عذله ... فالعذل لا يؤخذ من جائر

كم ليلة سامرت فيه السها ... شوقا إلى لقياك يا هاجري

لا سامح الله ليالي الهوى ... فإنها أظلم من كافر

أهيم أن هبت نسيم الصبا ... وليل من هام بلا آخر

تقصر للراقد في هجعة ... وطالما طالت على الساهر

وقول أبي الطيب بدر الدين رضي الدين الغزي العامري الشامي:

هات اسقني حلب العصير ولا سوى ... زهر النجوم تجاه زهر المجلس

أنظر إليه كأنه متبرم ... مما تغازله عيون النرجس

وكأن صفحة خده ياقوته ... وكأن عارضه خميلة سندس

وقول الخفاجي:

أتظن الورق في الأيك تغني ... إنما تضمر حزنا مثل حزني

لا أراك الله نجدا بعدها ... أيها الحادي بها إن لم تجبني

هل تباريني إلى بث الجوى ... في دياري الحي نشوى ذات غصن

هب لها السيبق ولكن زادنا ... أننا نبكي عليها وتغني

يا أهيل الخيف هل من عودة ... يسمح الدهر بها من بعد ضن

أرضينا بثنيات اللوى ... عن زرود يا لها صفقة غبن

سل أراك الجزع هل مرت به ... مزنة روت ثراه غير جفني

وأحاديث الغضا هل علمت ... أنها تملك قلبي قبل أذني

وقول الشيخ الأديب الأريب عبد العلي بن ناصر بن رحمة الحويزي:

لمن العيس عشيا تترامى ... تركتها شقق البين سهاما

كلما برقعها نشر الصبا ... لبست من أحمر الدمع لثاما

وترامت خضعا أعناقها ... كلما هز لها البرق حساما

شفها جذب براها للحمى ... وهي تثني لربا نجد زماما

وتلقيها حديثا حاملا ... عن ثرى وجرة أنفاس الخزامى

ما على من حملت لو وقفوا ... ساعة نشرح وجدا وغراما

ومن الجهل ارتجائي يقظة ... أربا لا أترجاه مناما

يا بني عذرة هل من آخذ ... بدمي المسفوك من حل الخياما

قمرا لو لم ير البدر دجى ... ما حوى البدر كمالا وتماما

غادرا لم يرع مني نسبا ... دون أن يحفظ عهدا وذماما

نسبا أيسره أن الحشا ... مثل خديه لهيبا واضطراما

ولجسمي من بقايا حبه ... شبه الطرف فتورا وسقاما

يا نديمي دعا خمريكما ... أن أراق الحب من فيه مداما

وانثني يا قضيب البان إذا ... رنحت سكرى اللمى ذاك القواما

وانس يا روض أقاحيك بها فلقد لاح لنا الثغر ابتساما

أيها الظاعن عن عيني وفي ... مهجتي بوء ربعا ومقاما

عاقب الله بأدهى صصم ... أذني إن سمعت فيك ملاما

وقوله أيضاً في صدر أخرى:

لمع البرق في أكف السقاة ... وبدا الصبح من سنى الكاسات

فالبدار البدار حي على الرا ... ح وهبوا لأكمل اللذات

نار موسى بدت فأين كليم الذات يمحو بها حجاب الصفات

صاح ديك الصباح يا صاح بالراح فوات الأفراح قبل الفوات

واصطحباه اصطباح من راح لا يف ... رق بين الشموس والذرات

تلق فيها العقول منتقشات ... كانتقاش الأشخاص في المرآة

فهي الشربة التي عثر الخض ... ر عليها في عين ماء الحياة

وتقصى الإسكندر البحث عنها ... فعداها وتاه في الظلمات

سكنت حظائر القدس حانا ... جل عن أن يقاس بالحانات

نور حق بنفسه قام ما أحتا ... ج إلى كوة ولا مشكاة

قبس أشعلته أيدي التجلي ... فأضاءت به جميع الجهات

حجبت بالزجاج وهي عيان ... كاحتجاب البدور بالهلات

يا نديمي اجل لي عرائس سر ... بغواشي الكؤوس محتجبات

هات راحي وناد خذها فإني ... لست أنسى يوم اللقا خذ وهات

<<  <   >  >>