للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلقد هد ركن نحسي لما ... سعدت بالحبيب كل جهاتي

يا سقاتي لا تصرفوا الصرف عني ... فحياتي في رشفها يا سقاتي

هي شهد الشهود بل راحة الأر ... واح بل حسن طلعة الحسنات

غير بدع ممن حساها إذا ارتا ... ح وقال الوجود بعض هباتي

قام زين العباد من شربها قط ... با عليه دارت رحى البينات

وخطت بالجنيد لجة بدر ... غرقت فيه أكثر الكائنات

ورزت بالحسين حتى ترقى ... فأن المحق أرفع الدرجات

اسمعتنا من شيخ بسطام ما أع ... ظم شاني بالنفي والإثبات

وقصارى خلع العذار بهل ني ... ل مقام يقاوم المعجزات

ومن الانسجام المرقص قول شيخي العلامة المحقق, محمد بن علي بن محمود الشامي العاملي قدس الله روحه, وجعل من الرضوان غبوقه وصبوحه, وهو أستاذي الذي أخذت عنه في بدء حالي, وأنضيت إلى موائد فوائده يعملات رحالي, واشتغلت عليه فاشتغل بي, وكان دأبه تهذيب أدبي ووهبني من فضله مالا يضيع, وحنا علي حنو الظئر على الرضيع, حتى شحذ من طبعي مرهفا, وبرى من نبعي مثقفا, وكان قطب الفضل الذي عليه مداره, وإليه إيراده وإصداره. وأما الأدب فهو مناره السامي, وملتزم كعبته وركنه الشامي, ينشر منه ما هو أذكى من النشر في أثناء النواسم, بل أحلى من الظلم يترقرق في ثنايا المباسم, ونظمه أبهى من نظيم الدر الباهر, وألذ من الغمض في مقلة الساهر. إن ذكرت الرقة فهو سوق رقيقها, أو الجزالة فهو سفح عقيقها, أو الانسجام فهو غيثه الصيب, أو السهولة فهو نهجها الذي تنكبه أبو الطيب.

وقوله المشار إليه وهو:

أنت يا شغل المحب الواجد ... قبلة الداعي ووجه المقاصد

فت آرام الفلا حسنا فما ... قابلت إلا بطرف جامد

شأن قلبينا إذا صح الهوى ... يا حياتي شأن قلب واحد

أكثر الواشون فينا قولهم ... ما علينا من مقال الحاسد

لست أصغي لا راجيف العدا ... من يغالي في المتاع الكاسد

وقوله أيضاً:

يا خليلي دعاني والهوى ... أنني عبد الهوى لو تعلمان

عرجا نقضي لبانات الهوى ... في ربوع أقفرت منذ زمان

مربع أولع عيني بالبكا ... أمر العين به ثم نهاني

وقصارى الخل وجد وبكا ... فأبكياني قبل أن لا تبكياني

يا عريبا منحناهم أضلعي ... وغضاهم نار شوق في جناني

إن قلبا أنتم سكانه ... ضاع مني بين شعب والقنان

وقوله أيضاً من قصيدة:

باجتلاء المدام والأقداح ... وبمرآة وجهك الوضاح

لا تذرني على مرارة عيشي ... أكل واش ولا فريسة لاح

صاح كلني إلى المدام ودعين ... والليالي تجول جول القداح

لا تخف جور حادثات الليالي ... نحن في ذمة الظبا والرماح

صاح إن الزمان أقص عمرا ... من بكاء في دمنة ونواح

رق عنا ملاحف الجو فاسمح ... برقيق من طبعك المرتاح

يا مليك الملاح إن زمانا ... أنت فيه زمان روح وراح

طاب وقت المدام فاشرب عساه ... يا صاحبي يطيب وقت الصباح

واسقنيها سقيت في فلق الفج ... ر على نغمة الطيور الفصاح

لا تؤآخذ جفونه بفؤادي ... يا إلهي كلاهما غير صاح

وقوله:

ما أنس ولا أنس خيالا سرى ... يسترشد الشوق إلى مضجعي

حسبت بدر التم قد زارني ... فبت لا أقفو سوى المطلع

أسأل عنه الشوق لا يرعوي ... وأنشد البين به لو يعي

آليت والدار لها حرمة ... لا أسأل الدار وصبري معي

كأن دمي حجراً على حاجر ... فلم أباحته مها الاجرع

علالة كان وقوفي بها ... أبغي شفا القلب من الموجع

وقوله من أخرى:

نسخت سحر بابل مقلتاه ... فتنب في فترة الأجفان

في ربوع كأنهن جنان ... عطفت حورها على الولدان

ورياض كأنهن سماء أطلعت أنجما من الأقحوان

بين ورق كأنهن نشاوى ... يترقصن عن قدود الغواني

وأقاح كأنهن ثغور ... يتبسمن في وجوه الجنان

ونسيم الصبا يصح ويعتل على برده وحر جناني

كلما غنت البلابل فيها ... رقص الدمع بالبكا أجفاني

عطفتني على الرياض قدود ... خلعت لينها على الأغصان

<<  <   >  >>