للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يتلقاني الاقاح بنشر ... غصون النقا علي حوان

قل لعتب وما أظن نوالا ... عند عتب لواجد أسيان

أين قلبي لا أين إلا طلولا ... أذهبتها الرياح منذ زمان

أذكرتني معاهدا وربوعا ... كاد يدمى لذكرهن بناني

حيث غصني من الشباب رطيب ... وعيون المها إلي رواني

أطرد النوم عن جفون نشاوى ... بحديث أرق من جثماني

وقواف لو ساعد الجد نيطت ... موضع الدر من رقاب الغواني

سائرات بيوتهن على الأل ... سن سير الأمثال في البلدان

قصد كالفرند في صفحات ... الدهر أو كالشنوف في الآذان

عاصيات على الطباع ذلول ... يتغنى بهن في الركبان

ساقطت والنوى يطل علينا ... من عيون المها حصى المرجان

أنظر أيها المتأمل إلى انسجام هذا الكلام, وشرف هذا النظام, لتعلم مصداق (كم ترك الأول للآخر) ويقف العقل حسير دون لج الفيض الزاخر.

ومن ذلك قوله أيضاً:

لثموا موشى العصب فوق بدور ... وتنقبوا بالنور فوق النور

وفروا جلابيب الظلام ودونهم ... سوران سور قنا وسور خدور

يزجون مهزوز القوام إذا مشى ... جالت عليه مناطق الزنبور

نشوان من خمر الشبا وحى به ... سكران سكر صبا وسكر غرور

لاطفته سحرا فبرقعه الحيا ... بالورد فوق صفائح البلور

هل ركبوا الخيلان وجناته ... أم فتتوا مسكا على كافور

قمر يفور النور من أطواقه ... فكأنها فوارة للنور

أو غادة نظرت بعيني شادن ... وتلفتت عن ناظري مذعور

قال وقد عجبت لشيب مفارقي ... هذا البياض قذى عيون الحور

فأجبتها والبين يخلج صدرها ... إن المشيب جلا صدا المأثور

لله ليلتنا وقد لف الهوى ... منا قواما ذابلا بنضير

حيت فأحيت بالمدام معاشرا ... حضروا وما ألبابهم بحضور

في حبهم صرعى وما حضروا وغى ... نشوى وما مزجوا الهوى بخمور

أنظر إلى الورد الجني كأنه ... متبرم من رنة الشحرور

والنرجس الغض الشهي كأنه ... يرنو إليه عن عيون غيور

في روضة لعب الصبا بغصونها ... لعب الصبا بمعاطف وخصور

أصبا الأصايل لا كبت بك عثرة ... كم عقبة لك في جيوب الحور

لله درك إن مررت على اللوى ... حلي عري جيب الحيا المزرور

وقوله أيضاً من أخرى:

ليت التي بعثت إلي خيالها ... أذنت لعيني أن تذوق كراها

ما انسها لا انس ليلة أقبلت ... والدل يمزج سخطها برضاها

فالدعص ما عقدت عليه إزارها ... والغصن ما زرت عليه قباها

ولرب نفس مثل نفسي حرة ... ضربت عليها النائبات خباها

تالله لولا أن يعنفني الهوى ... لا صاب بعدهم الأساة دواها

جلبت إلى الشامي أسباب الردى ... لو أنها في كفه لرماها

وقوله أيضاً:

على رسلك يا صاح ... فما أنت وأتراحي

وما شأنك والواشي ... وما خطبك والملاحي

فهب قلبك للساقي ... وهب عقلك للراح

وخذ أهبة مشتاق ... وثب وثبة مرتاح

فمن عالم أشباح ... إلى عالم أرواح

وقوله من أبيات:

بعث طيفها إلي وأخرى الشوق في قلبها وأولاه عندي

ثم قالت لتربها ليت شعري ... كيف حال الشامي يا مي بعدي

إن بي فوق ما به من هواه ... غير أني أخفي هواه ويبدي

ما درت أنني وإن طال وجدي ... في هواها نسيج وحدي وحدي

وقوله أيضاً:

إذا أبصرت شخصك قلت بدر ... يلوح وأنت إنسان العيون

جرى ماء الحياة بفيك حتى ... أمنت عليك من ريب المنون

وقوله من قصيدة, وهو من إحسانه المشهور:

وقد جعلت نفسي تحن إلى الهوى ... حلا فيه عيش من بثينة أو مرا

وأرسلت قلبي نحو تيماء رائدا ... لي الخفرات البيض والشدن العفرا

تعرف منها كل لمياء خاذل ... هي الريم لولا أن في طرفها فترا

من الظبيات الرود لو أن حسنها ... يكلمها أبدت على حسنها كبرا

وآخر أن عرفته الشوق راعني ... بصد كأني قد أبنت لو وترا

أناشد فيه البدر والبدر غائر ... وأسأل عنه الريم وهو به مغرى

<<  <   >  >>