للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ليت المدائح تستوفي مناقبه ... فما كليب وأهل الأعصر الأول

خذ ما تراه ودع ما قد سمت به ... في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل

وقد وجدت مكان القول ذا سعة ... فإن وجدت لسانا قائلا فقل

ومن المطرب المرقص قول أبي محمد عبد الرزاق بن الحسين المعروف بابن أبي الثياب البغدادي اللغوي المنطقي, من قصيدة في الوزير ابن العميد الكاتب:

برح اشتياق وادكار ... ولهيب أنفاس حرار

ومدامع عبراتها ... ترفض عن نوم مطار

لله قلبي ما يجن ... من الهموم وما يواري

لقد انقضى سكر الشباب ... وما انقضى وصب الخمار

وكبرت عن وصل الصغا ... ر وما سلوت عن الكبار

سقيا لتغليسي إلى ... باب الرصابة وابتكاري

أيام أخطر في الصبا ... نشوان مسحوب الأزار

حجي إلى حجر الصراة ... وفي حدائقها اعتماري

ومواطن اللذات أوطا ... ني ودار اللهو داري

لم يبق لي عيش يلذ ... سوى معاقرة العقار

حثا بألحان قمرت ... بهن ألحان القماري

وإذا استهل ابن العميد ... تضاحكت ديم القطار

خرق صفت أخلاقه ... صفو السبيك من النضار

كان عضد الدولة يقول: إذا رأيت السلامي في مجلسي ظننت أن عطارد أنزل من الفلك إلي ووقف بين يدي. ومن شعر السلامي قوله:

فسمونا والفجر يضحك في الشر ... ق إلينا مبشرا بالصباح

والثرايا كراية أو كجام ... أو بنان أو طائر أو وشاح

وكأن النجوم في يد ساق ... تتهادى تهادي الأقداح

وجمعنا بين اللواحظ والرا ... ح وبين الخدود والتفاح

وشممنا بنفسج الصدغ حتى ... طالعتنا من الثغور الأقاحي

زمن فات بين لهو وشرب ... وغناء وراحة وارتياح

ولعمري ما كذب حيث يقول في قصيدة من شعره:

كلما أنشدت شهدت بأن ال ... شعر أمر مسلم للسلامي

ومن المطرب المرقص أيضاً قول عبد الصمد بن بابك من قصيدة:

وأغيد معسول الشمائل زارني ... على فرق والنجم حيران طالع

فلما جلا صبغ الدجى قلت حاجب ... من الصبح أو قرن من الشمس لامع

إلى أن دنا والسحر رائد طرفه ... كما ريع ظبي بالصريمة راتع

فنازعته الصهباء والليل دامس ... رقيق حواشي البرد والنسر واقع

عقار عليها من دم الصب نقطة ... ومن عبرات المستهام فواقع

تدير إذا شجت عيونا كأنها ... عيون العذارى شق عنها البراقع

معودة غصب العقول كأنما ... لها عند ألباب الرجال ودائع

تحير دمع المزج في كأسها كما ... تحير في ورد الخدود المدامع

فبتنا وظل الوصل باد وسرنا ... مصون ومكتوم الصبابة ذائع

إلى أن سلاعن ورده فارط القطا ... ولاذت بأطراف الغصون السواجع

وقول محمد بن أحمد الرستمي من قصيدة يمدح بها الصاحب ابن عباد:

سلام على رمل الحمى عدد الرمل ... وقل له التسليم من عاشق مثلي

وقفت وقوف الغيث بين طلوله ... بمنسكب سح ومنسجم وبل

وما حلت حتى خالني الريم رمة ... كأن لم يقف في دمنة أحد من قبلي

ومما شجاني والعواذل وقف ... ولي أذن صمت هناك عن العذل

ظباء سرت بالأبطحين عواطلا ... وكنت أراها في الرعاث وفي الحجل

تبدلن أسماء سوى ما عرفتها ... لهن مما تدعى بسعدى ولاجمل

تشابهن أحداقا وطول سوالف ... وخص الغواني بالملاحة والدل

ومكحولة الأجفان مخضوبة الشوى ... ولم تدر ما لون الخضاب من الكحل

ذكرت بها من لست أنسى دنوها ... وإن بعدت والشيء بالشيء يذكر بالمثل

سقى الدمع مغنى الوائلية بالحمى ... سواجم تغني جانبيه عن المحل

ولا برحت عيني تنوب عن الحيا ... بدمع على تلك المناهل منهل

مغاني الغواني والشبيبة والصبا ... ومأوى الموالي والعشيرة والأهل

ليالي لا روض الكثيب بلا ندى ... ولا شجرات الأبرقين بلا ظل

وما كان يخلو أبرق الحزن من هوى ... ولكنني أمسي بغير الهوى شغلي

وقول القاضي أبي الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني:

يا نسيم الجنوب بالله بلغ ... ما يقول المتيم المستهام

<<  <   >  >>