للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كأن سنا المريخ شعلة قابس ... تخطفها عجلان يقذفها قذفا

كأن أفول النسر طرف تعلقت ... به سنة ما هب منها ولا أغفى

وقول مؤلفه عفا الله عنه من قصيدة أولها:

سرت سحرا والنجم للغرب مائل ... ولون الدجى من رهبة الصبح حائل

وقد همت الظلماء بالأفق بالسرى ... كماهم بالسير الخليط المزائل

كأن النجوم الزهر عيس نوافر ... كأن الدجى ركب من الزنج قافل

كأن الثريا إذ تجلت خواتم ... تحدثت بها من كف خود أنامل

كأن سهيلا للنجوم مراقب ... كأن السها صب من العشق ناحل

كأن عري الأفق بيداء سملق ... كأن مبادي الصبح فيه مناهل

فوافت يباريها الصباح مماثلا ... وهل يستوي مثلان حال وعاطل

وله أيضاً من أخرى أولها:

أحباي من الود مني فراسخ ... وإن حال دوني عن لقاكم فراسخ

كأن نهاري بعدكم ناب حية ... وليلي إذا ما جن أسود سالخ

نأيتم فما حر الفراق مفارق ... فؤادي ولا جمر الصبابة بايخ

وكيف وأنفاسي من الشوق والجوى ... لنار الأسى بين الضلوع نواقح

لئن نسخ البين المشت وصالنا ... فما هو للحب المبرح ناسخ

وليل كيوم الحشر طولا أرقته ... وبين جفوني والمنام برازخ

وكم ليلة مدت دجاها كأنما ... كواكبها فيها رواس رواسخ

أرقت بها والصبح قد حالف الدجى ... فما نسرها سار ولا الديك صارخ

كأن نجوم الأفق غاصة لجة ... توحلن فالأقدام منها سوائخ

كأن حناديس الظلام أداهم ... لها غرر ملء الجباه شوادخ

كأن سهيلا راح قابس جذوة ... فوافى وأنضاء النجوم روابخ

كأن صغار الشهب في غسق الدجى ... فراخ نسور والبروج مفارخ

كأن معلى القطب فارس حومة ... على قرنه في ملتقى الكر شامخ

كأن رقيق الجو برد مفوف ... له موهن الظلماء بالمسك ضامخ

كأن ذكا باعت من المشتري ابنها ... فلم تستقل بيعا ولا هو فاسخ

ابن نباتة السعدي:

وخطه ضيم قد أبيت وليلة ... سريت فكان المجد ما أنا صانع

هتكت دجاها والنجوم كأنها ... عيون لها ثوب السماء براقع

ابن طبا طبا:

وقد لاحت الشعرى العبور كأنها ... تقلب طرف بالدموع هموع

أبو نواس:

ويمين الجوزاء تبسط باعا ... لعناق الدجى بغير بنان

وكأن النجوم أحداق روم ... ركبت في محاجر السودان

هارون العلمي دليل بن المهلب حين هرب من سجن عمر بن عبد العزيز:

وقوم هم كانوا الملوك هديتهم ... بظلماء لم يؤنس بها المعين كوكب

ولا قمر إلا ضئيل كأنه ... سوار حناه صائغ السور مذهب

ابن المعتز:

انظر إلى حسن هلال بدا ... يهتك من أنواره الحندسا

كمنجل قد صيغ من عسجد ... يحصد زهر الدجى نرجسا

وله:

قد انقضت دولة الصيام وقد ... بشر سقم الهلال بالعيد

قال آخر:

يتلو الثريا كفاغر شره ... يفتح فاه لأكل عنقود

السري الرفاء:

ولاح لنا الهلال كشطر طوق ... على لبات زرقاء اللباس

وله:

أما رأيت الهلال يرمقه ... قوم أن رأوه أهلال

كأنه قيد فضة حرج ... فض عن الصائمين فاختالوا

علاء الدين النابلسي:

هلال شوال ما زالت مطالعه ... يرنو إليه الورى من شدة الفرح

كأصبعي كف ندمان أشار إلى ... ساق لطيف يروم الأخذ للقدح

وقد جمع بعض الأفاضل في تشبيه الهلال ما يقارب السبعين.

بديع الزمان الهمذاني:

سماء الدجى ما هذه الحدق النجل ... أصدر الدجى حال وجيد الفصحى عطل

لك الله من حزم أجوب جيوبه ... كأني في أجفان عين الردى كحل

كأن الدجى نقع وفي الجو حومة ... كواكبها جند طوائرها رسل

كأن القرى سكرى ولا سكر بالقرى ... كأن الثرى ثكلى وما بالثرى ثكل

كأن مطايانا سماء كأننا ... نجوم على أقتابها برجها الرحل

كأن السرى ساق كأن الكرى طلى ... كأنها لها شرب كأن المنى نقل

كأنا جياع والمطي لنا فم ... كأن الفلا زاد كأن السرى أكل

كأن ينابيع الثرى ثدي مرضع ... وفي حجرها مني ومن ناقتي طفل

<<  <   >  >>