للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقول الشيخ عفيف الدين التلمساني:

لا تلم صبوتي فمن حب يصبو ... إنما يرحم المحب المحب

وقوله:

لولا الحمى وظباء بالحمى عرب ... ما كان في البارق النجدي لي أرب

وقول الحاجري:

لا غرو أن لعبت بي الأشواق ... هي رامة ونسيمها الخفاق

وكان شيخنا محمد بن علي الشامي يطرب لهذا المطلع غاية الطرب، ويقول: هكذا فلتكن المطالع: وقوله أيضاً:

لك أن تشوقني إلى أوطاني ... وعليَّ أن أبكي بدمع قان

وقول سيدي الوالد:

سلا هل سلا قلبي عن البان والرند ... وعن أثلاث جانب العلم

وقوله: نسيم نجد شذا صبحاً فآصالا=بنشر ما أرج الجرعاء فالضالا وقوله: هبت نسائم آصال وأسحار=تروي أحاديث أخداني وسماري وقوله:

ذلك البان والحمى والمصلى ... فقف الركب ساعة تنملى

وقول القاضي أحمد بن عيسى المرشدي:

فيروزج أم وشام الغادة الرود ... يبدو على سمط در منه منضود

وملخص هذه القصيدة غاية في بابه أيضاً، وسيأتي إنشاده هنالك إنشاء الله تعالى.

وقوله شيخنا العلامة محمد بن علي الشامي:

رفت شمائلة فقلت نسيم ... وزكت خلائقه فقلت شميم

وما ألطف قوله بعده:

قصر الكلام على الملام وإنما ... للحظ في وجناته تكليم

شرقت معاطفه بأمواه الصبي ... وجرى عليه بضاضة ونعيم

قد كاد تشربه العيون لطافة ... لكن سيف لحاظه مسموم

وقوله:

أرقت وصحبي بالفلاة هجود ... وقد مدّ للظلام وجيد

وأبعدت في المرمى فقال لي الهوى ... رويدك يا شامي أين تريد

أهذا ولما يبعد العهد بيننا ... إلا كل شيء لا ينال بعيد

وقوله القاضي الفاضل في زمانه، القاضي تاج الدين المالكي أمام المالكية بالمسجد الحرام المتوفى سنة ( ... ) .

وقول الشيخ الفاضل الأديب الشيخ حسين بن شهاب الدين الطبيب:

أشمس الضحى لا بل محياك أجمل ... وغصن النقا لا بل قوامك أعدل

وقول الأديب الأريب حسين بن الجزري الشامي من أهل العصر:

هلما نحييها ربى وربوعا ... وحثا نسقيها دماً ودموعا

وعوجا على وادي الطلول وعرجا ... معي واندباني والطلول جميعا

ومن مطالعي التي تنظم في هذا السلك قولي:

سريرة شوقٍ في الهوى من أذاعها ... ومهجة صب بالنوى من أضاعها

وقولي:

رويدك حادي العيس أين تريد ... أما هذه حزوي وتلك زرود

وقولي:

هاتا أعيدا لي حديثي القديم ... أيام وسمي بالتصابي وسيم

وعللاني بنسيم الصبا ... إن كان يستشفي عليلا سقيم

وقولي وهو مطلع قصيدة علوية:

سفرت أميمة ليلة النفر ... كالبدر أو أبهى من البدر

وقلت بعده:

نزلت مني ترمي الجمار وقد ... رمت القلوب هناك بالجمر

وتنسكب تبغي الثواب وهل ... في قتل ضيف الله من أجر

إن حاولت أجراً فقد كسبت ... بالحج أضعافاً من الوزر

نحرت لواحظها الحجيج كما ... نحر الحجيج بهيمة النحر

فهذه جملة مقنعة من محاسن المطالع للمتقدمين والمتأخرين وأهل العصر. وقد جمعت الشروط المتقدمة في براعة المطلع. وليتأمل الناظر في مناسبة الشطرين فيها، وملائمة ألفاظهما ومعانيها، وليحذ حذوها. فإن الغرض من ذلك، إرشاد المبتدي وتنبيه المنتهي إلى الطريق التي ينبغي له سلوكها، واقتفاء آثار فحول الشعراء فيها. واعلم، أن المتأخرين فرعوا على حسن الابتداء: براعة الاستهلال.

وهو أن يكون أول الكلام دالاً على ما يناسب حال المتكلم، متضمناً لما سيق الكلام لأجله من غير تصريح بل بألطف إشارة يدركها الذوق السليم. وقد أشار إلى هذا المعنى ابن المقفع، على ما نقل عنه أبو عثمان الجاحظ، في كتاب البيان والتبيين، في كلام له في تفسير البلاغة حيث قال: ليكن في صدر كلامك دليل على حاجتك. كما أن خير أبيات الشعر: البيت الذي إذا سمعت صدره عرفت قافيته.

<<  <   >  >>