للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البُخَارِيّ وَهِي عِنْدهم مجزأَة على خَمْسَة وَثَلَاثِينَ سفرا فِي كل يَوْم سفرا إِلَّا يَوْم الْعِيد وتاليه فَإِذا كَانَ يَوْم سَابِع الْعِيد ختم فِيهِ صَحِيح البُخَارِيّ وتهيأ لَهُ السُّلْطَان أحسن تهيؤ إِلَّا أَن الْعَادة الْجَارِيَة عِنْدهم فِي ذَلِك أَن القَاضِي يتَوَلَّى السرد بِنَفسِهِ فيسرد نَحْو الورقتين من أول السّفر ويتفاوض مَعَ الْحَاضِرين فِي الْمسَائِل ويلقى من ظهر لَهُ بحث أَو تَوْجِيه مَا ظهر لَهُ وَلَا يزالون فِي المذاكرة فَإِذا تَعَالَى النَّهَار ختم الْمجْلس وَذهب القَاضِي بِالسَّفرِ فيكمله سردا فِي بَيته وَمن الْغَد يَبْتَدِئ سفرا آخر وَهَكَذَا وَالسُّلْطَان فِي جَمِيع ذَلِك جَالس قريب من حَاشِيَة الْحلقَة قد عين لجلوسه مَوضِع

قَالَ الفشتالي وَكَانَ الْمَنْصُور يُعْطي أَمْوَال لِذَوي الْحَاجَات عِنْد انْقِضَاء رَمَضَان وَيُقِيم مهرجانا يَوْم عَاشُورَاء لختان أَوْلَاد الضُّعَفَاء وكل من ختن مِنْهُم أعطي أذرعا من كتَّان وَحِصَّة من الدِّرْهَم وَسَهْما من اللَّحْم اه

وَأما تَرْتِيب جَيش الْمَنْصُور وعادته فِي أَسْفَاره فسنذكرها فِي الْفَصْل بعد هَذَا إِن شَاءَ الله ولنذكر بعض القصائد الميلادية الَّتِي أنشدت بمجالس الْمَنْصُور حَسْبَمَا تقدّمت الْإِشَارَة إِلَيْهِ فَمن ذَلِك قَول القَاضِي أبي الْقَاسِم بن على الشاطبي رَحمَه الله

(مَا بَال طيفك لَا يزور لماما ... وبمنحنى الأحشا ضربت خياما)

(أيعيش فِيك عواذلي لسلوهم ... وأموت فِيك صبَابَة وغراما)

(وتبيح نهرك سَائِلًا من أدمعي ... أَو لَيْسَ نهر السَّائِلين حَرَامًا)

(مَا ذقت مَاء لماك فِي سنة الْكرَى ... إِلَّا انْتَبَهت فَكَانَ لي أحلاما)

(عرض إِذا حدثت عَن بَان الْحمى ... فَحَدِيث قلبِي بالأوجاع هاما)

(أروى حَدِيث الرقمتين مسلسلا ... عَن دمع باكية الْغَمَام سجاما)

(وتلق من جيب النسيم تَحِيَّة ... أضحى الْهوى بردا لَهَا وَسلَامًا)

(يَا جيرة العلمين دَعْوَة شيق ... للذيذ عَيْش بالغضا لَو داما)

(فَخُذُوا بجرعاء الْحمى قلبِي فقد ... ألف الْإِقَامَة بالحمى فأقاما)

(وخذوا بثار أهل نجدانهم ... سلبوا الْفُؤَاد وأدنفوا الأجساما)

(فِي كل غرب دموع عَيْني مشرق ... لكواكب فِيهَا أثرن ظلاما)

<<  <  ج: ص:  >  >>