الْأُمُور ويمهد المملكة ويباكر الْعَدو بِالْقِتَالِ ويراوحه وَاسْتمرّ الْأَمِير أَبُو عبد الله الْقَائِم بمكانه من آفغال مسموع الْكَلِمَة متبوع الْعقب إِلَى أَن توفّي بِهِ سنة ثَلَاث وَعشْرين وَتِسْعمِائَة وَدفن هُنَالك بِإِزَاءِ ضريح الشَّيْخ أبي عبد الله مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْجُزُولِيّ رَضِي الله عَنهُ إِلَى أَن نقل إِلَى مراكش بِنَقْل الشَّيْخ الْمَذْكُور على مَا يَأْتِي إِن شَاءَ الله
الْخَبَر عَن دولة السُّلْطَان أبي الْعَبَّاس أَحْمد الْأَعْرَج ابْن الْأَمِير أبي عبد الله الْقَائِم رَحمَه الله
كَانَت ولادَة السُّلْطَان أبي الْعَبَّاس الْأَعْرَج فِيمَا حَقَّقَهُ ابْن القَاضِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة وبويع بِولَايَة الْعَهْد من أَبِيه سنة ثَمَان عشرَة وَتِسْعمِائَة كَمَا مر وَلما توفّي أَبوهُ فِي التَّارِيخ الْمُتَقَدّم اجْتمع النَّاس على بيعَته من سَائِر الْآفَاق وآتوه طاعتهم عَن رضَا مِنْهُم وإصفاق فاستقام أمره وَصرف عزمه إِلَى تمهيد الْبِلَاد واقتناء الأجناد وتعبية الجيوش إِلَى الثغور وَشن الغارات على الْعَدو فِي الآصال والبكور فِي أحواز تيلمست وآسفي وَغَيرهمَا وَكَانَ النَّصَارَى قد خيموا بشاطئ الْبَحْر وعاثوا فِي تِلْكَ السواحل فأجلاهم عَنْهَا وطهر تِلْكَ الْبِقَاع من رجسهم وأراح أَهلهَا من شؤمهم ونحسهم وَفِي ذَلِك يَقُول الْبِقَاع مخلوف بن صَالح يمدحه
(فَللَّه هَذَا الْهَاشِمِي وفضله ... فلولاه صال الْكفْر أعظم صولة)