السُّلْطَان فَشهد عَلَيْهِ بِهِ وَأمر السُّلْطَان بامتحانه فَلم يزل يجلد حَتَّى انْتَشَر لَحْمه وَضرب بالعصى حَتَّى ورمت أعضاؤه وَهلك بَين يَدي الوزعة وجنب تاشفين سُلْطَانه إِلَى مصرعه فَقتل قعصا بِالرِّمَاحِ وجنب مبارك بن إِبْرَاهِيم الخلطي من محبسه بعد الاعتقال فَألْحق بهم وَلكُل أجل كتاب وَصفا الجو للسُّلْطَان عبد الْعَزِيز من المنازعين وتفرغ لغزو تلمسان على مَا نذكرهُ إِن شَاءَ الله
ارتجاع الجزيرة الخضراء من يَد الإسبانيول
قد قدمنَا مَا كَانَ من اسْتِيلَاء الطاغية على الجزيرة الخضراء أَيَّام السُّلْطَان أبي الْحسن رَحمَه الله فاستمرت فِي ملكتهم إِلَى هَذَا التَّارِيخ فَنَشَأَتْ بَينهم فتْنَة وتقاتلوا على الْملك وأعروا ثغورهم الموالية للْمُسلمين من الحامية والجند فَبَقيت عَورَة وتشوف الْمُسلمُونَ إِلَى ارتجاع الجزيرة الخضراء الَّتِي قرب عَهدهم بانتظامها فِي ملكة الْمُسلمين
وَكَانَ السُّلْطَان عبد الْعَزِيز فِي شغل عَن ذَلِك بفتنة أبي الْفضل بن أبي سَالم وعامر بن مُحَمَّد وانتقاضهما فَبعث إِلَى ابْن الْأَحْمَر صَاحب الأندلس أَن يزحف إِلَيْهَا بعساكره وَعَلِيهِ عطاؤهم وإمدادهم بِالْمَالِ والأساطيل على أَن تكون مثوبة جهاده خَالِصَة لَهُ فَأجَاب ابْن الْأَحْمَر إِلَى ذَلِك وَبعث إِلَيْهِ السُّلْطَان عبد الْعَزِيز بأحمال المَال وأوعز إِلَى أساطيله بسبتة فانعمرت وأقلعت حَتَّى احتلت بمرسى الجزيرة الخضراء لحصارها وزحف ابْن الْأَحْمَر بعساكر الْمُسلمين على أَثَرهَا بعد أَن قسم فيهم الْعَطاء وأزاح الْعدَد وَأعد الْآلَات للحصار فنازلها أَيَّامًا قَلَائِل ثمَّ أَيقَن النَّصَارَى بالهلكة لبعدهم عَن الصَّرِيخ ويأسهم من مدد مُلُوكهمْ فَألْقوا بِالْيَدِ وسألوا النُّزُول على الصُّلْح فأجابهم ابْن الْأَحْمَر إِلَيْهِ ونزلوا عَن الْبَلَد وأقيمت فِيهِ شَعَائِر الْإِسْلَام ومحيت مِنْهُ كلمة الْكفْر وَكتب الله أجرهَا لمن أخْلص فِي مُعَامَلَته