وَمِنْهَا توجه إِلَى مراكش فَإِنَّهُم كَانُوا قد بَايعُوهُ وَكَانَ أَخُوهُ الْمولى النَّاصِر نَائِبا عَنهُ بهَا وَلما اسْتَقر بمراكش كَاتب قبائل الْحَوْز يستصرخهم على أَخِيه الْمولى عبد الله ويستنفرهم لِلْخُرُوجِ مَعَه إِلَيْهِ فتقاعدوا عَنهُ لِأَن عَبدة والرحامنة وَأهل السوس كَانُوا شيعَة للْمولى عبد الله وَلم يبْق فِي حزب الْمولى المستضيء إِلَّا أهل دكالة أَخْوَاله وَبَنُو حسن عرب الغرب وَلما رأى الْمولى المستضيء تقاعد قبائل الْحَوْز عَنهُ أَقَامَ بمراكش يزجي الْأَيَّام إِلَى سنة خمس وَخمسين وَمِائَة وَألف والباشا أَبُو الْعَبَّاس الريفي صَاحب طنجة يفتل للعبيد فِي الذرْوَة وَالْغَارِب إِلَى أَن بَايعُوهُ ثَانِيَة بعد أَخِيه الْمولى زين العابدين وَبعد خلع السُّلْطَان الْمولى عبد الله حَسْبَمَا نذكرهُ بعد إِن شَاءَ الله
مُرَاجعَة العبيد طَاعَة السُّلْطَان الْمولى عبد الله ودخولهم فِي دَعوته
قد قدمنَا أَن السُّلْطَان الْمولى عبد الله كَانَ مُقيما فِي هَذِه الْمدَّة عِنْد البربر وَأَنه تبع الْمولى المستضيء عِنْد خُرُوجه من مكناسة ثمَّ رَجَعَ عَنهُ وَلما بلغه خبر مسيره إِلَى مراكش سَار فِي اعتراضه إِلَى أَن بلغ قَصَبَة وَادي آلزم فَلم يقف لَهُ على خبر فَأَقَامَ يتجسس أخباره إِلَى أَن اتّفق العبيد على بيعَته وَهُوَ بآلزم فَبَايعُوهُ أَوَائِل سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَة وَألف وَكَتَبُوا بيعتهم وبعثوا بهَا إِلَيْهِ مَعَ بعض خاصتهم وَكَتَبُوا مَعَ ذَلِك إِلَى أهل فاس والودايا فِي الْمُوَافقَة فوافقوهم وَبَايَعُوا السُّلْطَان الْمولى عبد الله وخطبوا بِهِ على منابرهم وزينت فاس وَلما انْتهى الْحَال إِلَى هَذَا الْحَد فر الْوَزير أَبُو الْحسن عَليّ العميري من مكناسة إِذْ كَانَ وَزِير الْمولى المستضيء واحترم أَخُوهُ القَاضِي أَبُو الْقَاسِم العميري بضريح بعض صلحاء مكناسة وَبعث أهل فاس جمَاعَة من أَشْرَافهم وعلمائهم ببيعتهم إِلَى السُّلْطَان الْمولى عبد الله وَمَعَهُمْ جمَاعَة من التُّجَّار وحجاج الركب الْحِجَازِي بهداياهم هَذَا كُله وَالسُّلْطَان لَا زَالَ