وَخرج بهم فِي عشْرين من صفر سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة فِي جَيش كثيف من المرابطين وَقيل كَانَ خُرُوجه سنة خمس وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة فَسَار حَتَّى وصل إِلَى بِلَاد درعة فَوجدَ بهَا عَامل مَسْعُود بن وانودين فنفاه عَنْهَا وَوجد بهَا خمسين ألف نَاقَة لمسعود الْمَذْكُور وَكَانَت ترعى فِي حمى حماه لَهَا هُنَالك فاكتسحها عبد الله بن ياسين واتصل الْخَبَر بمسعود فَجمع جيوشه وَخرج نَحوه فَالتقى الْجَمْعَانِ فِيمَا بَين درعة وسجلماسة فَكَانَت بَينهمَا حَرْب فظيعة منح الله فِيهَا المرابطين النَّصْر على مغراوة فَقتل أَمِيرهمْ مَسْعُود وَأكْثر جَيْشه وفر الْبَاقُونَ
وَاسْتولى عبد الله بن ياسين على دوابهم وأسلحتهم وَأَمْوَالهمْ مَعَ الْإِبِل الَّتِي كَانَ اكتسحها فِي درعة فَأخْرج الْخمس من ذَلِك كُله وفرقه على فُقَهَاء سجلماسة ودرعة وصلحائهم وَقسم الْأَرْبَعَة أَخْمَاس على المرابطين
واتحل من فوره إِلَى سجلماسة فَدَخلَهَا وَقتل من وجد بهَا من مغراوة وَأقَام بهَا حَتَّى أصلح شَأْنهَا وَغير مَا وجد بهَا من الْمُنْكَرَات وَقطع المزامير وَآلَة اللَّهْو وأحرق الدّور الَّتِي كَانَت تبَاع بهَا الْخُمُور وأزال المكوس وَأسْقط المغارم المخزنية ومحا مَا أوجب الْكتاب وَالسّنة محوه وَاسْتعْمل على سجلماسة عَاملا من لمتونة وَانْصَرف إِلَى الصَّحرَاء
ثمَّ توفّي الْأَمِير أَبُو زَكَرِيَّاء يحيى بن عمر فِي بعض غَزَوَاته بِبِلَاد السودَان سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة
الْخَبَر عَن رياسة أبي بكر بن عمر اللمتوني وَفتح بِلَاد السوس
لما توفّي الْأَمِير يحيى بن عمر اللمتوني ولى عبد الله بن ياسين مَكَانَهُ أَخَاهُ أَبَا بكر بن عمر وَذَلِكَ فِي محرم سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وقلده أَمر الْحَرْب وَالْجهَاد ثمَّ ندب المرابطين إِلَى غَزْو بِلَاد السوس والمصامدة فزحف إِلَيْهَا فِي جَيش عَظِيم فِي ربيع الثَّانِي من السّنة الْمَذْكُورَة