الْخَبَر عَن دولة أَمِير الْمُؤمنِينَ المظفر بِاللَّه أبي النَّصْر الْمولى إِسْمَاعِيل بن الشريف رَحمَه الله
لما توفّي الْمولى الرشيد رَحمَه الله فِي التَّارِيخ الْمُقدم وَكَانَ أَخُوهُ الْمولى إِسْمَاعِيل بمكناسة الزَّيْتُون خَليفَة على بِلَاد الغرب فَبَلغهُ خبر مَوته فَاجْتمع النَّاس عَلَيْهِ وَبَايَعُوهُ واتفقت كلمتهم عَلَيْهِ ثمَّ قدم عَلَيْهِ أَعْيَان فاس وأعلامها وأشرافها ببيعتهم وَقدم عَلَيْهِ أهل بِلَاد الغرب من الحواضر والبوادي كَذَلِك بهداياهم وبيعاتهم إِلَّا مراكش وأعمالها فَإِنَّهُ لم يَأْتِ مِنْهَا أحد فَجَلَسَ رَحمَه الله للوفود إِلَى أَن فرغ من شَأْنهمْ ورتب أُمُوره بمكناسة وعزم على السُّكْنَى بهَا إِذْ كَانَ لَا يَبْغِي بهَا بَدَلا حَيْثُ أعجبه مَاؤُهَا وهواؤها هَكَذَا فِي الْبُسْتَان
وَقَالَ أَبُو عبد الله اليفرني فِي النزهة وَنَحْوه فِي نشر المثاني لما توفّي الْمولى الرشيد رَحمَه الله اتَّصل خبر وَفَاته بالمولى إِسْمَاعِيل وَهُوَ يَوْمئِذٍ خَلِيفَته بفاس الْجَدِيد لَيْلَة الْأَرْبَعَاء السَّادِس عشر من ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَألف فبويع رَحمَه الله وَحضر بيعَته أَعْيَان الْمغرب وصلحاؤه بِحَيْثُ لم يُنَازع فِي أَنه أَحَق بهَا وَأَهْلهَا أحد مِمَّن يشار إِلَيْهِ زَاد فِي الظل الظليل وَوَافَقَ على بيعَته أهل الْحل وَالْعقد من الْعلمَاء والأشراف كالشيخ أبي مُحَمَّد عبد الْقَادِر بن عَليّ الفاسي وَالشَّيْخ أبي عَليّ اليوسي وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ الفيلالي وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن سعيد المكيلدي وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الفاسي وأخيه أبي زيد صَاحب نظم الْعَمَل وَالْقَاضِي أبي مَدين وَغَيرهم من بَقِيَّة الْأَعْيَان وَكَانَت بيعَته فِي السّنة الثَّانِيَة من يَوْم الْأَرْبَعَاء السَّادِس عشر من ذِي الْحجَّة الْمَذْكُور آنِفا وَوَافَقَ ذَلِك الْيَوْم الثَّالِث من شهر إبريل العجمي
وَكَانَ سنه يَوْم بُويِعَ سِتا وَعشْرين سنة لِأَن وِلَادَته كَانَت عَام وقْعَة