وزارة يحيى بن يحيى الوطاسي ومقتله ومقتل الوطاسيين مَعَه وَالسَّبَب فِي ذَلِك
لما توفّي الْوَزير عَليّ بن يُوسُف رَحمَه الله قدم للوزارة بعده أَبُو زَكَرِيَّاء يحيى بن يحيى بن عمر بن زيان الوطاسي قَالُوا فَكَانَت ولَايَة هَذَا الْوَزير هِيَ مبدأ الشَّرّ ومنشأ الْفِتْنَة وَذَلِكَ أَنه لما اسْتَقل بالحجابة أَخذ فِي تَغْيِير مراسم الْملك وعوائد الدولة وَزَاد وَنقص فِي الْجند وَنقض جلّ مَا أبرمه قبله الوزراء وعامل الرّعية بالعسف وَمن جملَة مَا نقم عَلَيْهِ أَنه عزل قَاضِي فاس الْفَقِيه أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن علال المصمودي وَقدم مَكَانَهُ الْفَقِيه يَعْقُوب التسولي وَكَانَ المصمودي من الدّين وتحرى المعدلة بمَكَان فَلَمَّا رأى السُّلْطَان عبد الْحق فعل الْوَزير واستحواذه على أُمُور الدولة وَتبين لَهُ أَن الوطاسيين قد التحقوا مَعَه رِدَاء الْملك وشاركوه فِي بِسَاط الْعِزّ وكادوا يغلبونه على أمره سَطَا بهم سطوة استأصلت جمهورهم إِلَّا من حماه الْأَجَل مِنْهُم فتقبض على الْوَزير يحيى وعَلى أَخَوَيْهِ أبي بكر وَأبي شامة وعَلى عمهم فَارس بن زيان وقريبهم مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف وأتى الذّبْح على جَمِيعهم وَاسْتمرّ الْبَحْث عَن مُحَمَّد الشَّيْخ وَمُحَمّد الحلو أخوي الْوَزير الْمَذْكُور فَلم يوجدا لذهاب الشَّيْخ فِي ذَلِك الْيَوْم للصَّيْد واختفاء الحلو عِنْد قيام الهيعة فَكَانَ ذَلِك من لطف الله بهما واتصل بهما مَا جرى على عشيرتهم وَبني أَبِيهِم فذهبا إِلَى منجاتهما وَكَانَ من أَمرهمَا مَا نذكرهُ وَكَانَت هَذِه الْحَادِثَة الصماء بعد مُضِيّ سبعين يَوْمًا من وزارة يحيى بن يحيى