بعض البرابرة غيلَة بوادي لاو بَين بِلَاد بني سعيد وبلاد بني زيات وَابْن أبي الطواجين هَذَا هُوَ الَّذِي تسبب فِي قتل الشَّيْخ أبي مُحَمَّد عبد السَّلَام بن مشيش رَضِي الله عَنهُ على مَا نذكرهُ بعد إِن شَاءَ الله
أَخْبَار الثوار وَمَا آل إِلَيْهِ أَمر الْمُوَحِّدين بهَا
لما ضعف أَمر الْمُوَحِّدين بالمغرب وَكَثُرت الْفِتَن فِي أقطاره ونواحيه وانتزى السادات مِنْهُم بنواحي الأندلس كل فِي عمله وَاسْتظْهر كل وَاحِد مِنْهُم على أمره بالطاغية ونزلوا لَهُ عَن كثير من الْحُصُون فَسدتْ من أجل ذَلِك ضمائر أهل الأندلس عَلَيْهِم وتصدى للثورة على الْمُوَحِّدين مُحَمَّد بن يُوسُف بن هود الجذاميين مُلُوك الطوائف بسرقسطة وَكَانَ يؤمل لَهَا وَرُبمَا امتحنه الْمُوَحِّدين لذَلِك مَرَّات فَخرج فِي نفر من الأجناد سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة وجهز إِلَيْهِ وَالِي مرسية يَوْمئِذٍ السَّيِّد أَبُو الْعَبَّاس بن أبي عمرَان مُوسَى بن يُوسُف بن عبد الْمُؤمن عسكرا فَهَزَمَهُمْ وزحف إِلَى مرسية فَدَخلَهَا واعتقل السَّيِّد بهَا وخطب للخليفة الْمُسْتَنْصر العباسي صَاحب بَغْدَاد وَفِي ذَلِك يَقُول ابْن الْخَطِيب فِي رقم الْحلَل عِنْد ذكره لبني هود هَؤُلَاءِ
(وَكَانَ من أعقابه الْأَمِير ... مُحَمَّد بن يُوسُف الْأَخير)
ثمَّ زحف إِلَيْهِ السَّيِّد أَبُو زيد بن مُحَمَّد بن أبي حَفْص بن عبد الْمُؤمن وَهُوَ أَخُو البياسي الْمُتَقَدّم ذكره من شاطبة وَكَانَ واليا بهَا كَمَا مر فَهَزَمَهُ ابْن هود وَرجع إِلَى شاطبة واستجاش بالمأمون وَهُوَ يَوْمئِذٍ بإشبيلية فَخرج فِي العساكر ولقيه ابْن هود فَانْهَزَمَ وَاتبعهُ الْمَأْمُون إِلَى مرسية فحاصره مُدَّة وامتنعت عَلَيْهِ فأقلع عَنهُ وَرجع إِلَى إشبيلية ثمَّ انْتقض على السَّيِّد أبي زيد ببلنسية زيان بن أبي الحملات مدافع بن أبي الْحجَّاج يُوسُف بن سعيد بن