ثمَّ إِن الْمَنْصُور بن أبي عَامر استدعى زيري بن عَطِيَّة للوفادة عَلَيْهِ بقرطبة فوفد عَلَيْهِ وَأحسن الْمَنْصُور إِلَيْهِ وَرفع مَنْزِلَته ثمَّ عَاد إِلَى الْمغرب وَأمره بِقِتَال يدو بن يعلى اليفرني فَاجْتمع عَلَيْهِ هُوَ والوزير ابْن عبد الْوَدُود فقاتلوه فانتصر عَلَيْهِم يدو بن يعلى وَقتل الْوَزير ابْن عبد الْوَدُود
ثمَّ عقد الْمَنْصُور بن أبي عَامر لزيري بن عَطِيَّة م بعده على الْمغرب وفاس وَكَانَ ذَلِك سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وثلاثمائة هَذَا ملخص مَا عِنْد ابْن خلدون فِي هَذَا الْخَبَر ثمَّ حكى بعده مَا يُخَالِفهُ مِمَّا نذكرهُ مَبْسُوطا عَن قريب وَتوقف فِي أَيهمَا الصَّوَاب وَالله أعلم
الْخَبَر عَن دولة زيري بن عَطِيَّة المغراوي بفاس وَالْمغْرب
هُوَ زيري بن عَطِيَّة بن عبد الله بن خزر المغراوي وَعبد الله الْمَذْكُور هُوَ أحد الْإِخْوَة الْأَرْبَعَة من بني خزر قَالَ فِي القرطاس ملك على زناتة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وثلاثمائة فَقَامَ فِي الْمغرب بدعوة هِشَام الْمُؤَيد بِاللَّه وحاجبه الْمَنْصُور بن أبي عَامر وَذَلِكَ بعد انْقِرَاض دولة الأدارسة مِنْهُ وَبني أبي الْعَافِيَة المكناسيين فغلب زيري أَولا على جَمِيع بوادي الْمغرب ثمَّ ملك مدينتي فاس بعد عسكلاجة وَأبي بياش دَخلهَا سنة سبع وَسبعين وثلاثمائة فاستوطنها وصيرها دَار ملكه واستقام لَهُ أَمر الْمغرب فعلا قدره وَقَوي سُلْطَانه وارتفع شَأْنه وَهُوَ فِي ذَلِك متمسك بدعوة بني مَرْوَان أَصْحَاب الأندلس وَالله غَالب على أمره