بِنَاء السُّلْطَان أبي الْعَبَّاس الوطاسي قنطرة الرصيف بفاس حرسها الله
كَانَ السُّلْطَان أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد الوطاسي قد جدد بِنَاء قنطرة الرصيف بِحَضْرَة فاس وَذَلِكَ منتصف سنة إِحْدَى وَخمسين وَتِسْعمِائَة وَفِي ذَلِك يَقُول الْفَقِيه أَبُو مَالك عبد الْوَاحِد بن أَحْمد الوانشريسي مُشِيرا إِلَى التَّارِيخ الْمَذْكُور
(جسر الرصيف أَبُو الْعَبَّاس جدده ... فَخر السلاطين من أَبنَاء وطاس)
(فجَاء فِي غَايَة الإتقان مرتفقا ... لمن يمر بِهِ من عدوتي فاس)
(وَكَانَ تجديده فِي نصف عَام غنا ... من هِجْرَة الْمُصْطَفى الْمَبْعُوث للنَّاس)
وَقَالَ الْفَقِيه أَبُو مَالك أَيْضا
(أيا أهل فاس سدد الله سدكم ... بِرَأْي أبي الْعَبَّاس حامي حمى فاس)
(وأحيى بِهِ أشجاركم وثماركم ... على رغم قوم منكرين من النَّاس)
(فدام ودام السعد يخْدم مجده ... وفاز من الشُّكْر الْجَمِيل بأجناس)
وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو زَكَرِيَّاء يحيى السراج
(أَلا سدد الله رَأْي الَّذِي ... بتسديده سديدا حصينا)
(وخلد فِي عزه ملكه ... وأولاه فتحا ونصرا مُبينًا)
(إِمَام الْهدى أَحْمد المرتضى ... مبيد العدا عدَّة المسلمينا)
وَقَالَ الإِمَام أَبُو الْحسن عَليّ بن هَارُون
(لقد سدد الله رَأْي الْعِمَاد ... وأبطل فِي السد رَأْي الجهول)
(وَقرب مَا رامه من بعاد ... بمولاي أَحْمد مدحي يطول)
(فطردا وعكسا لساني يناد ... عقول الْمُلُوك مُلُوك الْعُقُول)