ولَايَة أبي المُهَاجر دِينَار وفتحه الْمغرب الْأَوْسَط
كَانَ مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ قد ولى على مصر وإفريقية مسلمة بن مخلد بِوَزْن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ فَاسْتعْمل مسلمة على إفريقية مَوْلَاهُ أَبَا المُهَاجر الْمَذْكُور وَيُقَال مولى بني مَخْزُوم فَقَدمهَا سنة خمس وَخمسين وأساء عزل عقبَة واستخف بِهِ لشَيْء كَانَ بَينهمَا وَكره نزُول القيروان فَبنى مَدِينَة قربهَا وأخلى قيروان عقبَة فَدَعَا عقبَة الله تَعَالَى أَن يُمكنهُ مِنْهُ وَكَانَ رجلا صَالحا مجاب الدعْوَة فاستجيب لَهُ فِيهِ على مَا نذكرهُ ثمَّ إِن أَبَا المُهَاجر بعث حَنش بن عبد الله الصَّنْعَانِيّ صنعاء الشَّام إِلَى جَزِيرَة شريك وَهِي الْمَعْرُوفَة الْآن بالجزيرة الْقبلية وإليها يسْلك من بَاب الجزيرة أحد أَبْوَاب تونس فافتتحها
وَكَانَ كسيلة بن أغز البرنسي ثمَّ الأوربي من أهل الْمغرب الْأَقْصَى من عُظَمَاء البربر وَكَانَ نَصْرَانِيّا قد جمع الجموع من البربر والفرنج وزحف إِلَى الْمُسلمين فزحف إِلَيْهِم ابو المُهَاجر فَهَزَمَهُمْ حول تلمسان وَتمكن من الْبِلَاد وظفر بكسيلة فأظهر الْإِسْلَام فاستبقاه أَبُو المُهَاجر واستخلصه قَالَ ابْن خلدون لم أَقف لتلمسان على خبر أقدم من خبر ابْن الرَّقِيق من أَن أَبَا المُهَاجر لما قدم إفريقية توغل فِي ديار الْمغرب وَوصل إِلَى تلمسان وَبِه سميت الْعُيُون الْقَرِيبَة مِنْهَا عُيُون أبي المُهَاجر اه فَهُوَ أول أَمِير الْمُسلمين وطِئت خيله الْمغرب الْأَوْسَط
ثمَّ إِن عقبَة بن نَافِع لما قفل إِلَى الْمشرق شكا إِلَى مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ