وَفِي سنة ثَلَاث وَسبعين سَطَا بذرية بني جَامع وزرائه وغربهم إِلَى ماردة
وَفِي سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة عقد لغانم بن مُحَمَّد بن مردنيش على أسطوله وأغزاه مَدِينَة أشبونة فغنم وَرجع
وفيهَا كَانَت وَفَاة أَخِيه الْوَزير السَّيِّد أبي حَفْص بن عبد الْمُؤمن بعد مَا أبلى فِي الْجِهَاد وَبَالغ فِي نكاية الْعَدو وَتقدم ابناه من الأندلس فأخبرا الْخَلِيفَة بانتقاض الطاغية واعتزم على الْجِهَاد وَأخذ فِي استدعاء الْعَرَب من إفريقية وَالله تَعَالَى أعلم
غَزْو أَمِير الْمُؤمنِينَ يُوسُف بن عبد الْمُؤمن بِلَاد إفريقية وَفتح مَدِينَة قفصة وَالسَّبَب فِي ذَلِك
كَانَت قفصة من بِلَاد إفريقية قد استبد بهَا بَنو الرند أَوَاخِر دولة صنهاجة من بني زيري بن مُنَاد كَانَ جدهم عبد الله بن مُحَمَّد بن الرند عَاملا لَهُم بهَا فتوارثها بنوه من بعده فاستبدوا بهَا آخر الدولة وَلما غزا عبد الْمُؤمن بِلَاد إفريقية اسْتَنْزَلَهُمْ فِي جملَة من استنزل من الثوار بهَا وَلما مَاتَ عبد الْمُؤمن وبويع ابْنه يُوسُف بلغه سنة أَربع وَسبعين وَخَمْسمِائة أَن بعض بني الرند قد عَاد إِلَى قفصة وثار بهَا فاضطربت لأجل ذَلِك أحوالها فَنَهَضَ إِلَيْهَا فِي سنة خمس وَسبعين بعْدهَا فَانْتهى إِلَى إفريقية وَنزل على مَدِينَة قفصة وضيق عَلَيْهَا بِالْقِتَالِ والحصار حَتَّى دَخلهَا وظفر بِابْن الرند الْقَائِم بهَا فَقتله وَذَلِكَ فِي سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة
ثمَّ عَاد إِلَى مراكش فَدَخلَهَا فِي سنة سبع وَسبعين بعْدهَا هَكَذَا فِي القرطاس وَنَحْوه لِابْنِ خلدون فِي أَخْبَار بني عبد الْمُؤمن
وَذكر عِنْد الْكَلَام على بني الرند وَجها آخر فَقَالَ كَانَ عبد الْمُؤمن قد ولى على قفصة عمرَان بن مُوسَى الصنهاجي فأساء إِلَى الرّعية فبعثوا عَن