اعْلَم أَن بني وطاس فرقة من بني مرين غير أَنهم لَيْسُوا من بني عبد الْحق وَلما دخل بَنو مرين الْمغرب واقتسموا أَعماله حَسْبَمَا تقدم كَانَ لبني وطاس هَؤُلَاءِ بِلَاد الرِّيف فَكَانَت ضواحيها لنزولهم وأمصارها ورعاياها لجبايتهم وَكَانَ بَنو الْوَزير مِنْهُم يسمون إِلَى الرياسة ويروسون الْخُرُوج على بني عبد الْحق وَقد تكَرر ذَلِك مِنْهُم حَسْبَمَا مر ثمَّ أذعنوا إِلَى الطَّاعَة وراضوا أنفسهم على الْخدمَة فاستعملهم بَنو عبد الْحق فِي وُجُوه الولايات والأعمال واستظهروا بهم على أُمُور دولتهم فَحسن أَثَرهم لَدَيْهَا وتعدد الوزراء مِنْهُم فِيهَا وَذكر ابْن خلدون أَن بني الْوَزير هَؤُلَاءِ يرَوْنَ أَن نسبهم دخيل فِي بني مرين وَأَنَّهُمْ من أعقاب يُوسُف بن تاشفين اللمتوني لَحِقُوا بالبدو ونزلوا على بني وطاس ووشجت فيهم عروقهم حَتَّى لبسوا جلدتهم وَلم يزل السرو متربعا بَين أَعينهم لذَلِك والرياسة شامخة بأنوفهم اه وَلما كَانَت دولة السُّلْطَان أبي عنان وَاسْتولى على بجابة عقد عَلَيْهَا لعمر بن عَليّ الوطاسي من بني الْوَزير هَؤُلَاءِ فثار عَلَيْهِ أَهلهَا واستلحموه فِي خبر مر التَّنْبِيه عَلَيْهِ
ثمَّ لما كَانَت الدولة الأولى للسُّلْطَان أبي الْعَبَّاس بن أبي سَالم وخلص ملك مراكش وأعمالها إِلَى ابْن عَمه الْأَمِير عبد الرَّحْمَن بن أبي يفلوسن كَانَ من جملَة من تحيز إِلَيْهِ وَصَارَ فِي جملَته زيان بن عمر بن عَليّ الْمَذْكُور فَكَانَت لَهُ فِي دولته الوجاهة الْكَبِيرَة والمنزلة الرفيعة ثمَّ لما فسد مَا بَين السُّلْطَان أبي الْعَبَّاس والأمير عبد الرَّحْمَن كَانَ زيان بن عمر فِي جملَة النازعين إِلَى السُّلْطَان أبي الْعَبَّاس فاتصل بِهِ وَصَارَ فِي جملَته إِلَى أَن حاصر السُّلْطَان أَبُو الْعَبَّاس قَصَبَة مراكش وَبهَا يَوْمئِذٍ الْأَمِير عبد الرَّحْمَن فأبلى