لما كَانَ من استبداد ابْن ماساي على السُّلْطَان مُوسَى مَا قدمْنَاهُ استنكف من ذَلِك وداخل بطانته فِي الفتك بِهِ فنما ذَلِك إِلَيْهِ وحصلت لَهُ نفرة من السُّلْطَان طلب لأَجلهَا الْبعد عَنهُ وبادر إِلَى الْخُرُوج لدافعة الْحسن بن النَّاصِر الْقَائِم بغمارة واستخلف على دَار الْملك أَخَاهُ يعِيش بن عبد الرَّحْمَن بن ماساي فَلَمَّا انْتهى إِلَى قصر كتامة بلغه الْخَبَر بوفاة السُّلْطَان مُوسَى وَكَانَت وَفَاته فِي جُمَادَى الْآخِرَة طرقه الْمَرَض فَهَلَك ليَوْم وَلَيْلَة من مَرضه وَكَانَ النَّاس يرْمونَ يعِيش أَخا الْوَزير بِأَنَّهُ سمه قَالَه ابْن خلدون
وَقَالَ ابْن القَاضِي فِي الجذوة توفّي السُّلْطَان مُوسَى بن أبي عنان مسموما يَوْم الْجُمُعَة الثَّالِث من شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَله إِحْدَى وَثَلَاثُونَ سنة فَكَانَت دولته سنتَيْن وَأَرْبَعَة أشهر وَولي بعده مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي سَالم اه
وَمن كِتَابه أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي عَمْرو التَّمِيمِي وَأَبُو الْقَاسِم مُحَمَّد بن سَوْدَة المري وَمن قُضَاته أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد المغيلي وَالله تَعَالَى أعلم
الْخَبَر عَن دولة الْمُنْتَصر بِاللَّه السُّلْطَان أبي زيان مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس ابْن أبي سَالم بن أبي الْحسن
أمه حرَّة وَهِي رقية بنت السُّلْطَان أبي عنان صفته أَبيض اللَّوْن قَائِم الْأنف أسيل الْخَدين بُويِعَ بعد خَاله مُوسَى بن أبي عنان يَوْم الْجُمُعَة الثَّالِث من شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وسنه يَوْم بُويِعَ خمس سِنِين وخلع يَوْم الْجُمُعَة الْخَامِس عشر من شَوَّال من السّنة الْمَذْكُورَة وَغرب إِلَى الأندلس مَعَ أَبِيه فَكَانَت دولته ثَلَاثَة وَأَرْبَعين يَوْمًا تَحت استبداد الْوَزير مَسْعُود عَفا الله عَنهُ