للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اسْتِيلَاء الْعَدو على قرطبة

وَفِي هَذِه السّنة كَانَ اسْتِيلَاء الْعَدو دمره الله على مَدِينَة قرطبة قَاعِدَة بِلَاد الأندلس وَدَار مملكتها وَذَلِكَ يَوْم الْأَحَد الثَّالِث وَالْعِشْرين من شَوَّال من السّنة الْمَذْكُورَة

وَفِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ بعْدهَا انْتَشَر بَنو مرين بِبِلَاد الْمغرب واشتدت شوكتهم بِهِ وزحف إِلَيْهِم الرشيد فهزموه ثمَّ زحف ثَانِيَة وثالثة فهزموه وَأقَام فِي محاربتهم سنتَيْن وَرجع عَنْهُم إِلَى الحضرة فَاشْتَدَّ عدوانهم بالمغرب وألحوا على مكناسة حَتَّى أعْطوا الإتاوة لبني حمامة مِنْهُم واتصل أغلبهم فِي نَوَاحِيهَا

وَفِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة قتل الرشيد كَاتبه ابْن المومياني لمداخلة لَهُ مَعَ بعض السَّادة وَهُوَ عمر بن عبد الْعَزِيز بن يُوسُف ووقف الرشيد على كتب بِخَطِّهِ غلط الرَّسُول بهَا فَدَفعهَا بدار الْخلَافَة فَوَقَعت إِلَى الرشيد فَقتله

وَفَاة الرشيد رَحمَه الله

مَاتَ الرشيد رَحمَه الله غريقا فِي بعض صهاريج بستانه بِحَضْرَة مراكش وَذَلِكَ يَوْم الْخَمِيس تَاسِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة وَيُقَال إِنَّه أخرج من المَاء حَيا فَحم لوقته وَمَات

وَذكر أَبُو عبد الله أكنسوس أَن غرق الرشيد كَانَ فِي الْبركَة الْكُبْرَى الَّتِي بدار الهناء من أجدال الْيَوْم قَالَ وَكَانَ يُقَال لَهَا الْبَحْر الْأَصْغَر لِأَن مُلُوك بني عبد الْمُؤمن الَّذين أنشؤوها كَانُوا يرسلون فِيهَا الزوارق والفلك الصغار بِقصد النزهة والفرجة وَالله تَعَالَى أعلم

<<  <  ج: ص:  >  >>