وَلم يزل حَنْظَلَة على الْمغرب فِي أحسن حَال إِلَى أَن طرق الْخلَل الْخلَافَة بالمشرق وَخفت صَوتهَا لما حدث فِي بني أُميَّة من فتْنَة الْوَلِيد الْفَاسِق وَمَا كَانَ من أَمر الشِّيعَة والخوارج مَعَ مَرْوَان الْحمار آخر خلفائهم وأفضى الْأَمر إِلَى الإدالة مِنْهُم ببني الْعَبَّاس فَأجَاز عبد الرَّحْمَن بن حبيب الفِهري من الأندلس إِلَى الْمغرب وَغلب حَنْظَلَة عَلَيْهِ سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة على مَا نذكرهُ
قَالَ ابْن خلدون وَكَانَ من أهل الْعلم وَالْخَيْر ثمَّ انْسَلَخَ من آيَات الله وَانْتَحَلَ دَعْوَى النُّبُوَّة وَشرع لَهُم الدّيانَة الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا من بعده وَهِي مَعْرُوفَة فِي كتب المؤرخين
قَالَ فِي القرطاس كَانَ الضلال الَّذِي شرع لَهُم أَنهم يقرونَ بنبوته وَأَنَّهُمْ يَصُومُونَ شهر رَجَب ويأكلون شهر رَمَضَان وَفرض عَلَيْهِم عشر صلوَات خمْسا بِاللَّيْلِ وخمسا بِالنَّهَارِ وَأَن الْأُضْحِية وَاجِبَة على كل شخص فِي الْحَادِي وَالْعِشْرين من الْمحرم وَشرع لَهُم فِي الْوضُوء غسل السُّرَّة والخاصرتين وَأمرهمْ أَن لَا يغتسلوا من جَنَابَة إِلَّا من حرَام وصلاتهم إِيمَاء لَا سُجُود فِيهَا لكِنهمْ يَسْجُدُونَ فِي آخر رَكْعَة خمس سَجدَات وَيَقُولُونَ عِنْد تنَاول الطَّعَام وَالشرَاب بِاسْمِك يَا كساي وَزعم أَن تَفْسِيره بِسم الله