للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولَايَة حَنْظَلَة بن صَفْوَان على الْمغرب

لما سمع الْخَلِيفَة هِشَام بِمَا جرى على كُلْثُوم وَأَصْحَابه قَامَت قِيَامَته فَوجه حَنْظَلَة بن صَفْوَان الْكَلْبِيّ وَهُوَ أَخُو بشر بن صَفْوَان الْمُتَقَدّم واليا على الْمغرب فَقدم القيروان سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَة فَوجدَ هوارة وهم ولد هوار بن أوريغ بن برنس خوارج على الدولة ورئيساهم عكاشة بن أَيُّوب الْفَزارِيّ وَعبد الْوَاحِد بن يزِيد الهواري وَكَانَا على مَذْهَب الصفرية

فَلَمَّا اسْتَقر حَنْظَلَة بالقيروان لم يلبث إِلَّا يَسِيرا حَتَّى زحف إِلَيْهِ عكاشة وَعبد الْوَاحِد فِي هوارة وَمن تَبِعَهُمْ من البربر فَخرج إِلَيْهِم حَنْظَلَة والتقوا على الْقرن من ظَاهر القيروان فَهَزَمَهُمْ بعد قتال صَعب واستلحمهم وَقتل عبد الْوَاحِد وَأخذ عكاشة أَسِيرًا وَلما جِيءَ إِلَيْهِ بعكاشة فِي رمته وبرأس عبد الْوَاحِد سجد شكرا لله تَعَالَى على مَا منحه من الْفَتْح وَأمر بعكاشة فَقتل وأحصيت الْقَتْلَى فِي ذَلِك الْيَوْم فَكَانُوا مائَة وَثَمَانِينَ ألفا وَكتب حَنْظَلَة بذلك إِلَى الْخَلِيفَة هِشَام وسمعها اللَّيْث بن سعد فَقَالَ مَا غَزْوَة كنت أحب أَن أشهدها بعد غَزْوَة بدر أحب إِلَيّ من غَزْوَة الْقرن والأصنام

ثمَّ وَجه حَنْظَلَة أَبَا الخطار حسام بن ضرار الْكَلْبِيّ واليا من قبله على الأندلس فَركب إِلَيْهَا الْبَحْر من تونس سنة خمس وَعشْرين وَمِائَة فدان لَهُ أهل الأندلس واستقام أمره بهَا حينا من الدَّهْر ثمَّ ثار عَلَيْهِ الصميل بن حَاتِم الْكَلْبِيّ وخلعه فِي خبر طَوِيل

<<  <  ج: ص:  >  >>