واتصل خبر الْوَقْعَة بأمير الْمُسلمين فآسفه موت أبي عبد الله بن الْحَاج وَولى مَكَانَهُ أَبَا بكر بن إِبْرَاهِيم بن تافلوت وَهُوَ ممدوح بن خفاجة ومخدوم أبي بكر بن باجة الْحَكِيم الْمَعْرُوف بِابْن الصَّائِغ وَكَانَ عَاملا على مرسية فوصل إِلَيْهِ الْعَهْد بِالْولَايَةِ على بلنسية وطرطوشة وَمَا والاهما وَهُوَ بمرسية ثمَّ خرج بِجَيْش مرسية الى بلنسية فَاجْتمع إِلَيْهِ من كَانَ بهَا من الْجند ثمَّ زحف بهم إِلَى برشلونة فنازلها وَأقَام عَلَيْهَا عشْرين يَوْمًا فانتسف مَا حولهَا وَقطع ثمارها وَخرب قراها فَأَتَاهُ ابْن رذمير من قرَابَة الأذفونش فِي جيوش كَثِيرَة من حشود بسيط برشلونة وبلاد أربونة فَكَانَت بَينهم حَرْب عَظِيمَة مَاتَ فِيهَا خلق كثير من الفرنج وَاسْتشْهدَ فِيهَا من الْمُسلمين نَحْو السبعمائة رَحِمهم الله تَعَالَى
أَخْبَار أَمِير الْمُسلمين عَليّ بن يُوسُف فِي الْجِهَاد وجوازه الأول إِلَى بِلَاد الأندلس
لما دخلت سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة جَازَ أَمِير الْمُسلمين عَليّ بن يُوسُف بن تاشفين إِلَى الأندلس برسم الْجِهَاد فَعبر الْبَحْر من سبتة منتصف الْمحرم من السّنة الْمَذْكُورَة فِي جيوش عَظِيمَة تزيد على مائَة ألف فَارس فَانْتهى إِلَى قرطبة فَأَقَامَ بهَا شهرا ثمَّ خرج مِنْهَا غازيا إِلَى مَدِينَة طلايوت فَفَتحهَا عنْوَة بِالسَّيْفِ وَفتح من أَعمال طليطلة سَبْعَة وَعشْرين حصنا وَفتح مجريط ووادي الْحِجَارَة وانْتهى إِلَى طليطلة فحاصرها شهرا وانتسف مَا حولهَا وَبَالغ فِي النكاية ثمَّ قفل إِلَى قرطبة بعد أَن دوخ الْبِلَاد
وَفِي سنة أَربع وَخَمْسمِائة فتح الْأَمِير سير بن أبي بكر شنترين