(وعدى على شأو البليغ بَيَانه ... فهيهات مِنْهُ سجع قس وسحبان)
(نَبِي الْهدى من أطلع الْحق أنجما ... محا نورها أسداف إفْك وبهتان)
(بعزتها ذل الأكاسرة الألى ... هم سلبوا تيجانها آل ساسان)
(وأحرز للدّين الحنيفي بالظبا ... تراث الْمُلُوك الصَّيْد من عهد يونان)
(ونقع من سمر القنا السم قيصرا ... فجرعه مِنْهُ مجاجة ثعبان)
(وأضحت ربوع الْكفْر والشرك بلقعا ... يناغي الصدا فِيهِنَّ هَاتِف شَيْطَان)
(وأصبحت السمحا تروق نضارة ... وَوجه الْهدى بَادِي الصباحة للراني)
(أيا خير أهل الأَرْض بَيْتا ومحتدا ... وَأكْرم كل الْخلق عجم وعربان)
(فَمن للقوافي أَن تحيط بوصفكم ... وَلَو سجلت سبقا مدائح حسان)
(إِلَيْك بعثناها أماني أجدبت ... لتسقى بمزن من أياديك هتان)
(أجرني إِذا أبدى الْحساب جرائمي ... وأنقلت الأوزار كفة ميزاني)
(فَأَنت الَّذِي لَوْلَا وَسَائِل عزه ... لما فتحت أَبْوَاب عَفْو وغفران)
(عَلَيْك سَلام الله مَا هبت الصِّبَا ... وماست على كثبانها ملد قضبان)
(وَحمل فِي جيب الْجنُوب تَحِيَّة ... يفوح بمسراها شذا كل تربان)
(إِلَى العمرين صاحبيك كليهمَا ... وتلوهما فِي الْفضل صهرك عُثْمَان)
(وحيي عليا عرفهَا وأريجها ... ووالي على سبطيك أوفر رضوَان)
(إِلَيْك رَسُول الله صممت عَزمَة ... إِذا أزمعت فالشحط والقرب سيان)
(وخاطبت مني الْقلب وَهُوَ مُقَلِّب ... على جَمْرَة الأشواق فِيك فلباني)
(فيا لَيْت شعري هَل أزم قلائصي ... إِلَيْك بدارا أَو أقلقل كيراني)
(وأطوي أَدِيم الأَرْض نَحْوك راحلا ... نواجي المهاري فِي صحاصح فيعان)
(يرنحها فرط الحنين إِلَى الْحمى ... إِذا غرد الْحَادِي بِهن وغناني)
(وَهل تمحون عني خَطَايَا اقترفتها ... خطى لي فِي تِلْكَ الْبِقَاع وأوطان)
(وماذا عَسى يثني عناني وَإِن لي ... بآلك جاها صهوة الْعِزّ أمطاني)
(إِذا صد عَن زوارك الباس والعنا ... فجود ابْنك الْمَنْصُور أَحْمد أغناني)
(عمادي الَّذِي أوطا السماكين أخمصي ... وأوفى على السَّبع الطباق فأدناني)
(متوج أَمْلَاك الزَّمَان وَإِن سَطَا ... أحل سيوفا فِي معاقد تيجاني)