(وَإِن هزه حر الثَّنَاء تدفقت ... أنامله عرفا تدفق خلجان)
(أيا نَاظر الْإِسْلَام شم بارق المنا ... وباكر لروض فِي ذرا الْمجد فينان)
(قضى الله فِي علياك أَن تملك الدنا ... وتفتحها مَا بَين سوس وسودان)
(وَإنَّك تطوي الأَرْض غير مدافع ... فَمن أَرض سودان إِلَى أَرض بغدان)
(وتملأها عدلا يرف لِوَاؤُهُ ... على الْحَرَمَيْنِ أَو على رَأس غمدان)
(فكم هنأت أَرض الْعرَاق بك الْعلَا ... ووافت بك الْبُشْرَى لأطراف عمان)
(فَلَو شارفت شَرق الْبِلَاد سُيُوفكُمْ ... أَتَاك استلابا تَاج كسْرَى وخاقان)
(وَلَو نشر الْأَمْلَاك دهرك أَصبَحت ... عيالا على علياك أَبنَاء مَرْوَان)
(وشايعك السفاح يقتاد طَائِعا ... برايته السَّوْدَاء أهل خرسان)
(فَمَا الْمجد إِلَّا مَا رفعت سماكه ... على عمدي سمر الطوَال ومران)
(وهاتيك أبكار القوافي جلوتها ... تغازلهن الْحور فِي دَار رضوَان)
(أتتك أَمِير الْمُؤمنِينَ كَأَنَّهَا ... لطائم مسك أَو خمائل بُسْتَان)
(تعاظمن حسنا أَن يُقَال شبيهها ... فرائد در أَو قلائد عقيان)
(فَلَا زلت للدنيا تحوط جهاتها ... وللدين تحميه بِملك سُلَيْمَان)
(وَلَا زلت بالنصر الْعَزِيز مؤزرا ... تقاد لَك الْأَمْلَاك فِي زِيّ عَبْدَانِ)
انْتَهَت القصيدة الفريدة
قَالَ فِي نفح الطّيب أَخْبرنِي ناظمها أَنه أَرَادَ بقوله ونافس بَيْتِي فِي الولا بَيت سلمَان قَبيلَة سلمَان الَّتِي مِنْهَا لِسَان الدّين ابْن الْخَطِيب إِشَارَة إِلَى وَلَاء الْكِتَابَة للخلافة كَمَا كَانَ لِسَان الدّين رَحمَه الله وَفِيه مَعَ ذَلِك تورية بسلمان الْفَارِسِي رَضِي الله عَنهُ انْتهى
وَهَذِه القصيدة على طولهَا من غرر القصائد وَلذَا لم يذكر فِي الْمُنْتَقى من الأمداح المنصورية غَيرهَا وَقد أثنى عَلَيْهَا فِي نفح الطّيب جدا وتتبع مَا قيل فِي هَذَا الاحتفال وَإِقَامَة المولد العديم الْمِثَال من الأمداح يُفْضِي إِلَى الطول وَفِي هَذَا الْقدر كِفَايَة وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق