(وَهل جَازَ للمسبوق بعد تشهد ... دُعَاء إِذا مَا رام إِكْمَال مَا بَقِي)
(وَمَا وزن لَيْسَ يَا أديب وَأَصله ... وَمَا جمع قلَّة لصاع فحقق)
(وَمَا وَزنه شمر ولاتن وائتنا ... بِجمع سَوَاء والمقيد أطلق)
(وَبَين لنا من فِي أعوذ بربنا ... من إِبْلِيس والتخمين فِي الْكل فَاتق)
فَبَدَا للحميدي مَا لم يكن يحْتَسب وَتوقف عَن الْجَواب فَرفعت الْقَضِيَّة إِلَى الْمَنْصُور فاستغربها وَقَالَ هَذَا رجل من أهل الْبَادِيَة فَضَح قَاضِي قُضَاة الحواضر وَأمر المنجور فَأجَاب عَنْهَا يُقَال بعد أَربع سِنِين وَبعد موت السَّائِل وَنَصّ الْجَواب
(جوابك فِي الأولى إِبَاحَة أكلهَا ... بمذهبنا فأجزم بِذَاكَ وَصدق)
(كَذَا ابْن حبيب فِي الخشاش أَبَاحَهُ ... لمحتاجه مثل العقارب فاسبق)
(وَقد قيل فِي الأوزاغ يحرم أكلهَا ... وَذَلِكَ فِي الْكَافِي ليوسف فَاتق)
(ومستقذر يَحْكِي الْمُخَالف مَنعه ... وَأنْكرهُ التَّنْبِيه فَافْهَم ودقق)
(وَرجح مَا يَحْكِي الْمُخَالف بعض من ... لَهُ الْعزو للتحقيق لَا للتشدق)
(وميت مَجْنُون جرى خلف حكمه ... بِعلم كَلَام لَا تكن غير متق)
(وتحقيقها إِن الْجُنُون الَّذِي طرا ... يصير كموت فصل الْحق يعبق)
(فآونة بعد الْبلُوغ طروه ... وحينا يرى قبل الْبلُوغ فطبق)
(وآونة إِثْر الصّلاح وُقُوعه ... وحينا بعصيان الْكَبِيرَة يلتقي)
(وحينا يَدُوم للممات وَتارَة ... يفِيق فَخذ حكم الْجَمِيع ووثق)
(وَينْدب للمسبوق دَعْوَى تشهد ... وفَاق إِمَام فِي الْمُنَاجَاة فارتق)
(وَلَيْسَ لَهُ فعل كقال وَأَصله ... بِكَسْر لياء فاكسر الْعين ترتق)
(وجمعك صَاعا فِي الْقَلِيل بأصوع ... وأصؤع بهمز الْوَاو فانهج ونمق)
(وَإِن شِئْت فاقلبه فَيرجع آصعا ... لضابط تصريف فللعلم شوق)
(وَصَاع كعام عينه فرع ضمة ... وتحريكه فتح فزنه وحقق)
(وَجمع سَوَاء فَالَّذِي مِنْهُ جامد ... يأسوية علم يُقَاس فَفرق)
(ومشتقه وزن الْخَطَايَا قِيَاسه ... سواسية ثقل فبالحق فانطق)
(ومقصد من فِي العوذ بَدْء لغاية ... فإبليس مبدأ العوذ عِنْد الْمُوفق)