الأديب الْكَاتِب أَبُو عبد الله المكلاثي قد كتب إِلَيْهِ بِأَبْيَات يَقُول فِيهَا مَا نَصه
(أما لهِلَال غَابَ عَنَّا سفور ... فيجلى بِهِ خطب دجاه تثور)
(فصبرا لدهر رام يمنحك الأسى ... فَأَنت عَظِيم والعظيم صبور)
(سَيظْهر مَا عهدته من جمالكم ... فللبدر من بعد الْكُسُوف ظُهُور)
(وتحيى رسوم للمعالي تَغَيَّرت ... فللميت من بعد الْمَمَات نشور)
(أَبَا حسن إِنِّي على الْحبّ لم أزل ... مُقيما عَلَيْهِ مَا أَقَامَ ثبير)
(فَفِي الْفَم مَاء من بقايا ودادكم ... وَذَلِكَ عِنْدِي سَائِغ ونمير)
(عَلَيْكُم سَلام الله مَا هطل الحيا ... وغنت بأغصان الرياض طيور)
قَالَ منشئها وَقد أنشدتها بَين يَدَيْهِ بمحبسه فَبكى حَتَّى ظَنَنْت أَنه سيهلك ثمَّ أَفَاق وَقَالَ {لله الْأَمر من قبل وَمن بعد} الرّوم ٤ فراجعني رَضِي الله عَنهُ بِأَبْيَات يَقُول فِيهَا
(تفتق عَن زهر الرّبيع سطور ... فَمَا هِيَ إِلَّا رَوْضَة وغدير)
(هزمت من الصَّدْر الجريح همومه ... فَأَنت على جند الْكَلَام أَمِير)
(مُحَمَّد هَل فِي الْعَصْر غَيْرك شَاعِر ... لَهُ مَعكُمْ فِي الْخَافِقين ظُهُور)
(فَإِنِّي على صفو الوداد وإنني ... سأشدوا وقلبي بالهموم كسير)
(مَتى وَعَسَى يثني الزَّمَان عنانه ... بنهضة جد وَالزَّمَان عثور)
(فتدرك آمال وتقضي مآرب ... وتحدث من بعد الْأُمُور أُمُور)
(عَلَيْك سَلام الله مني فإنني ... غَرِيب بأقصى المغربين أَسِير)
وَكَانَت وَفَاة القَاضِي الْمَذْكُور رَحمَه الله فِي جَامع المشور فِي مهل ربيع الثَّانِي سنة ثَمَان عشرَة وَألف