للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْمَذْكُور بجموع الغرب بوادي الطين فَوَقَعت الْحَرْب فِي قبائل وانتهبت حللهم ومواشيهم انْتهى وَكَانَ ذَلِك فِي أَوَائِل ربيع الأول سنة ثَلَاث وَخمسين وَألف

ولسيدي عبد الله ابْن سَيِّدي مُحَمَّد العياشي فِي بعض زياراته لِأَبِيهِ قَوْله

(أَتَيْنَا إِلَيْك وأنفسنا ... تكَاد من الْخَوْف مِنْك تذوب)

(وَلم ندر أَيْن هَوَاك الَّذِي ... تحب فتنحو إِلَيْهِ الْقُلُوب)

(أَقَمْنَا فخفنا وَجِئْنَا فخفنا ... فَمن خوفنا قد دهتنا خطوب)

(فها نَحن من خوفنا مِنْك حيرى ... وَهَا نَحن من خوفنا مِنْك شيب)

قَالَ اليرفني فِي الصفوة وَأَخْبرنِي حافده الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد العياشي أَن جده سَيِّدي عبد الله الْمَذْكُور كَانَ قد أَصَابَهُ مرض أعيى الْأَطِبَّاء علاجه فَلَمَّا طَال عَلَيْهِ أمره رغب مِنْهُم أَن يحملوه إِلَى ضريح الشَّيْخ سَيِّدي الْحَاج أَحْمد بن عَاشر بسلا فَلَمَّا وقف على الضريح أنْشد ارتجالا

(أَقُول لدائي إِذْ تفاقم أمره ... وَعز الدوا من كل من هُوَ ناصري)

(إِلَّا فَانْصَرف بِاللَّه عني إِنَّنِي ... أَنا الْيَوْم جَار للْوَلِيّ ابْن عَاشر)

قَالَ فَكَأَنَّمَا نشط من عقال وانقشع عَنهُ سَحَاب ذَلِك الضَّرَر فِي الْحَال وَكَانَت وَفَاة سَيِّدي عبد الله الْمَذْكُور لَيْلَة عَرَفَة سنة ثَلَاث وَسبعين وَألف وَدفن بجوار الْوَلِيّ الْأَشْهر الشَّيْخ أبي سلهام من بِلَاد الغرب وبنيت عَلَيْهِ قبَّة صَغِيرَة وأخبار العياشيين ومحاسنهم كَثِيرَة وبيتهم بَيت خير وَصَلَاح رَحِمهم الله ونفعنا بهم آمين

<<  <  ج: ص:  >  >>