(لَا تتَّخذ من حصن فاس صاحبا ... أَو حَاكما يصل الْأُمُور ويفصل)
(كالبغل عَادَته الْفِرَار وَإِن غَدا ... فِي مربط فَمَتَى استغرك يركل)
(لَا تنقلن إِلَى الصحارى ذخائرا ... فَيَقُول أهل الغرب حتما يرحل)
(وَاضْرِبْ لبيت الْملك أوتاد الدها ... تزداد صيتًا فِي الْقُلُوب وَتقبل)
(ألف وُفُود الغرب واعرف قدرهَا ... وقروم كل قَبيلَة لَا تجْهَل)
(وابسط يَديك على الْعِيَال هنيئة ... وَإِذا غرست عروق عدل تنقل)
(هذي وَصَايَا قد أضعنا حُقُوقهَا ... فِي آخر مِمَّا نحاه الأول)
(فَمَتَى نَشد إِلَى الْمَعَالِي رحالنا ... يأباه نصر والمقادير تخذل)
(فرضينا متبعين أَحْكَام القضا ... وَالله يحكم مَا يُرِيد ويعدل)
فَأَجَابَهُ الْمولى مُحَمَّد بن الشريف فِي سنة تسع وَخمسين وَألف بقصيدة ختم بهَا جَوَابه من إنْشَاء الْفَقِيه أبي عبد الله مُحَمَّد بن سَوْدَة الفاسي وَنَصهَا
(أمحمد الشَّيْخ بن زَيْدَانَ الرِّضَا ... فَخر الخلائف والهمام الْأَكْمَل)
(فَلَقَد أَجَبْتُك عَمَّا قد كاتبتني ... نظما ونثرا كي ترى مَا يمثل)
(إِنِّي أبث لكم وَصَايَا جمة ... إِن أَنْت للنصح الْمُصَرّح تقبل)
(فَإلَى مَتى طول الرقاد أما ترى ... أضعان ملكك كل يَوْم ترحل)
(والدهر ينتف فِي رياش جناحكم ... ويدنسن من الصَّفَا مَا تغسل)
(مَا من مليك ذاق لَذَّة رَاحَة ... إِلَّا تجلى لَهُ الهوان فيسفل)
(أَحْرَى الَّذِي كثرت شقا ثواره ... يعوي عَلَيْهِ لكل عَاد معقل)
(تحتال تخدعه بِكُل حباله ... حَتَّى يصاد كَمَا يصاد النعثل)
(فاستيقظن من الْخمار وَمن رعى ... فِي أَرض آساد الشرى لَا يغْفل)
(وانفض غُبَار الذل واخلع ثَوْبه ... يزْدَاد وَجهك بهجة ويهلل)
(ضيعت ملكك فِي الرخا وَتركته ... للخزي فِي دَار الهوان يذلل)
(وركنت للظل الوريف وغادة ... يزهو البديع بهَا إِذا مَا ترفل)
(وَإِذا أردْت دوَام هَيْبَة همة ... وتدوم فِي ستر عَلَيْكُم يسبل)
(دع عَنْك فِي الحمرا مروق سفرجل ... ومدربلا بالزعفران يفلفل)
(واركب مطايا الصافنات إِلَى الوغا ... أما تحوز مزية أَو تقتل)