الْخَلْط شيعَة بني مرين وأصهارهم كَمَا مر فَلَمَّا جَاءَت الدولة السعدية بقوا منحرفين عَنْهَا وَكلما طرقها خلل ثَارُوا عَلَيْهَا وَخَرجُوا عَن طاعتها فقيض لَهُم السُّلْطَان مُحَمَّد الشَّيْخ السَّعْدِيّ هَؤُلَاءِ الْقَبَائِل من معقل وزاحمهم بهم فِي بِلَادهمْ وشغلهم بهم فَكَانَت تكون بَينهم الحروب فَتَارَة تنتصف معقل من جشم وَتارَة الْعَكْس حَتَّى أوقع الْمَنْصُور السَّعْدِيّ بالخلط وقيعته الشهيرة وأسقطهم من الجندية فَنقل أَوْلَاد مُطَاع إِلَى زبيدة قرب تادلا
وَلما أشرفت الدولة السعدية على الْهَرم استطالت الشبانات عَلَيْهَا بِمَا كَانَ لَهُم من الخؤلة على أَوْلَاد السُّلْطَان زَيْدَانَ فاستبدت فرقة مِنْهُم بمراكش كَمَا مر وثارت أُخْرَى بفاس الْجَدِيد مَعَ أبي عبد الله الدريدي المتغلب بهَا حَسْبَمَا سلف إِلَى أَن نقل أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمولى إِسْمَاعِيل رَحمَه الله جَمِيعهم إِلَى وَجدّة كَمَا سَيَأْتِي ثمَّ خلطهم بعد بإخوانهم من المغافرة والودايا وصير الْجَمِيع جَيْشًا وَاحِدًا فَهَذِهِ أولية أهل السوس