(يَا رمس كم واريت من كرم وَمن ... جود وَمن فضل وَمن إِحْسَان)
(يَا رمس كم حجبت عَنَّا شمسه ... وضياؤها فِي سَائِر الْبلدَانِ)
(ووسعت بَحر علومه وسخائه ... فطمى بِضيق بَطْنك البحران)
(فَلَو اسْتَطَعْت جعلت قلبِي قَبره ... حبا وأحشائي من الأكفان)
(وَلَو أَن عمري فِي يَدي لوهبته ... وفديته بالأهل والإخوان)
(لَكِن يُخَفف بعض أثقال الأسى ... علمي بِهِ فِي جنَّة الرضْوَان)
(فسقى ثراه من الْمَوَاهِب دِيمَة ... وهمت عَلَيْهِ سحائب الغفران)
(ورد الرَّسُول بِمَوْت خير خَليفَة ... وَولَايَة الْعَهْد الرفيع الشَّأْن)
(فَجَزِعت من حزن لما قد نابني ... وطربت من فَرح بِمَا أولاني)
(مَا مَاتَ من ترك الْخَلِيفَة بعده ... مثل الْمُؤَيد عَابِد الرَّحْمَن)
(ملك تسربل بالتقى حَتَّى ارْتقى ... من نهجه الأتقى على كيوان)
(يَا وَاحِدًا فِي الْفضل غير مشارك ... أَقْسَمت مَا لَك فِي الْبَريَّة ثَان)
(لله بيعتك الَّتِي قد أشبهت ... فِيمَا تَوَاتر بيعَة الرضْوَان)
(قد أحكمتها يَد الشَّرِيعَة والتقى ... بعرى النُّصُوص وواضح الْبُرْهَان)
(سعد الَّذِي أضحى بهَا متمسكا ... وَهوى العنيد بهوة الخسران)
(وَجرى على التَّيْسِير أَمرك فَاسْتَوَى ... ملك الورى لَك فِي أقل زمَان)
(وَأَتَتْ لنصرتك المغارب كلهَا ... فبعيدها لَك فِي الْحَقِيقَة داني)
(عقدوا على النصح الْقُلُوب وَإِنَّمَا ... عقدوا بنصرك رايه الْإِيمَان)
(لَو شِئْت من أهل الْمَشَارِق طَاعَة ... لأتوك من يمن وَمن بغدان)
(هابتك أَصْنَاف الطغاة بزعمهم ... لما وثقت بنصرة الرَّحْمَن)
(وَبسطت عدلك فِي الورى فَكَأَنَّمَا ... قد عَاشَ فِي أيامك الْعمرَان)
(يَا أهل بَيت الْمُصْطَفى أوصافكم ... جلت عَن الإحصاء والحسبان)
(طَابَ المديح مَعَ الرثاء بذكركم ... فنظمته كقلائد العقيان)