الجراوي وقواد الْحَوْز من الرحامنة وَغَيرهم فقرىء كتاب السُّلْطَان سَيِّدي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بالأخبار بِمَوْت وَالِده واجتماع النَّاس على بيعَته فارتفعت الْأَصْوَات بالترحم على السُّلْطَان الصائر إِلَى عَالم الرضى وَالرَّحْمَة وبالنصر لهَذَا الَّذِي اخْتَارَهُ الله لحماية الْأمة وَكتب أهل مراكش بيعتهم من إنْشَاء أبي عبد الله أكنسوس وَكَذَا الْجَيْش السُّوسِي وَأهل الْحَوْز وَقدمُوا على السُّلْطَان سَيِّدي مُحَمَّد بمكناسة مؤدين الطَّاعَة داخلين فِيمَا دخلت فِيهِ الْجَمَاعَة فَأكْرم وفادتهم وَأجل مقدمهم وأفاض عَلَيْهِم من الْإِحْسَان مَا غمرهم وَكَانَ مِمَّا قيل فِي تهنئته بِالْملكِ قَول أبي عبد الله أكنسوس
(وُجُوه الْأَمَانِي حسنها متجدد ... ومنظرها يحكيه خد مورد)
(قضى الْحبّ فِي كل الْقُلُوب بِأَنَّهَا ... مماليك أَرْبَاب الْجمال وأعبد)
(وَكم من عصي للهوى متعفف ... يفر من السود الْعُيُون وَيبعد)
(تصيده ظَبْي على حِين غَفلَة ... مهفهف مستن الوشاحين أغيد)
(فَأصْبح مَفْقُود الْفُؤَاد مخبلا ... وَأي فؤاد عاشق لَيْسَ يفقد)
(وَللَّه فِي أسر الغرام ونهره ... نفوس ضِعَاف ليلهن مسهد)
(إِذا اللَّيْل أضواها تكنفها الْهوى ... وَلَيْسَ لَهَا غير الكواعب منجد)
(وَذي ظمأ بَين الضلوع يجنه ... إِلَى رشفات للصبابة تبرد)
(ترَاءى لَهُ من منحنى الْجزع برقه ... فَظن بِأَن الْجزع ثغر منضد)
(وتذكره تِلْكَ البروق مباسما ... عَلَيْهِنَّ مرفض الجفان معقد)
(يراقب أسراب النُّجُوم بمقلة ... تقسمها شطرين نسر وفرقد)
(ويهفو لأيام العقيق فتنثني ... مدامعه مثل العقيق تبدد)
(وَهل يتناهى عهد من سكن اللوى ... إِذا الْعَيْش غض والحبائب تسعد)
(وَمَا زَالَت الْأَيَّام تغري بِنَا النَّوَى ... وتنفي الَّذِي نهواه عَنَّا وتبعد)
(وَلست أُبَالِي للزمان صروفه ... وكهفي أَمِير الْمُؤمنِينَ مُحَمَّد)
(خَليفَة رب الْعَالمين بأرضه ... وصارمه الشاكي الشبات المهند)
(إِمَام تولى الله تشييد ملكه ... وناهيك ملكا بالإله يشيد)
(وصفوة هَذَا الْخلق من آل هَاشم ... وَأَعْلَى ذَوي التيجان فخرا وأمجد)