للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَزَعَمُوا أَن عبد الْمُؤمن اسْتعْمل فِي ذَلِك حِيلَة تمّ لَهُ بهَا مَا أَرَادَ وَذَلِكَ أَنه عمد إِلَى طَائِر وَأسد فضراهما حَتَّى أنسا بِهِ وَعلم الطَّائِر أَن يَقُول عِنْد عَلامَة نصبها لَهُ النَّصْر والتمكين لعبد الْمُؤمن أَمِير الْمُؤمنِينَ وَعلم الْأسد أَن يبصبص لَهُ ويتمسح بِهِ كلما رَآهُ ثمَّ جمع عبد الْمُؤمن الْمُوَحِّدين وخطبهم وحضهم على الألفة واجتماع الْكَلِمَة وحذرهم عَاقِبَة الْبَغي وَالْخلاف وبينما هُوَ فِي ذَلِك إِذْ أرسل سائس الْأسد أسده وصفر صَاحب الطَّائِر لطائره فبصبص هَذَا وأعلن بالنصر هَذَا فَعجب الْحَاضِرُونَ من ذَلِك وَرَأَوا أَنَّهَا كَرَامَة لعبد الْمُؤمن فازدادوا بهَا بَصِيرَة فِي أمره وثباتا على بيعَته مَعَ مَا كَانَ من تَقْدِيم الْمهْدي لَهُ فِي الصَّلَاة أَيَّام مَرضه وَفِي ذَلِك يَقُول بَعضهم

أنس الشبل ابتهاجا بالأسد ... وَرَأى شبه أَبِيه فقصد)

(ودعا الطَّائِر بالنصر لكم ... فَقضى حقكم حِين وَفد)

وَالله أعلم

وَكَانَت بيعَة عبد الْمُؤمن الْعَامَّة بعد صَلَاة الْجُمُعَة لعشرين يَوْمًا من ربيع الأول سنة سِتّ وَعشْرين وَخَمْسمِائة بِجَامِع تينملل وَأول من بَايعه الْعشْرَة أَصْحَاب الْمهْدي ثمَّ الْخَمْسُونَ من أَشْيَاخ الْمُوَحِّدين ثمَّ كَافَّة الْمُوَحِّدين لم يتَخَلَّف عَن بيعَته مِنْهُم أحد فاستوثق لَهُ الْأَمر وَاسْتولى على الْمغرب بأسره وَفتح بِلَاد إفريقية إِلَى برقة وبلاد الأندلس بأسرها وخطب لَهُ على مَنَابِر

<<  <  ج: ص:  >  >>