مَعًا فجرت الدولة على أحسن حَال ثمَّ إِن السُّلْطَان الْغَنِيّ بِاللَّه بعث وزيره ابْن الْخَطِيب سفيرا عَنهُ إِلَى السُّلْطَان أبي عنان مستمدا لَهُ على عدوه الطاغية على عَادَة سلفه فِي ذَلِك قَالَ ابْن الْخَطِيب لما أشرفت على مَدِينَة فاس فِي غَرَض هَذِه الرسَالَة خاطبني الْخَطِيب الرئيس أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مَرْزُوق التلمساني بمنزل الشاطبي على مرحلة مِنْهَا بِمَا نَصه
(
(يَا قادما وافي بِكُل نجاح ... أبشر بِمَا تَلقاهُ من أفراح)
(هذي ذرى ملك الْمُلُوك فلذ بهَا ... تنَلْ المنى وتفز بِكُل سماح)
(مغنى الإِمَام أبي عنان يممن ... تظفر ببحر بالندا طفاح)
(من قَاس جود أبي عنان فِي الندا ... بسواه قَاس الْبَحْر بالضحضاح)
(ملك يفِيض على العفاة نواله ... قبل السُّؤَال وَقبل بسطة رَاح)
(فلجود كَعْب وَابْن سعد فِي الندا ... ذكر محاه عَن نداه ماح)
(مَا أَن سَمِعت وَلَا رَأَيْت بِمثلِهِ ... من أريحي للندا مرتاح)
(بسط الْأمان على الْأَنَام فَأَصْبحُوا ... قد ألحفوا مِنْهُ بِظِل جنَاح)
(وهم على العافين سيب نواله ... حَتَّى حكى سح الْغَمَام الساح)
(فنواله وجلاله وفعاله ... فاقت وأعيت السن المداح)
(وَبِه الدنا أضحت تروق وأصبحت ... كل المنى تنقاد بعد جماح)
(من كَانَ ذَا ترح فرؤية وَجهه ... متلافة الأحزان والأتراح)
(فانهض أَبَا عبد الْإِلَه تفز بِمَا ... تبغيه من أمل ونيل نجاح)
(لَا زلت ترتشف الْأَمَانِي رَاحَة ... من رَاحَة الْمولى بِكُل صباح)
فَالْحَمْد لله يَا سَيِّدي وَأخي على نعمه الَّتِي لَا تحصى حمد يؤم بِهِ جميعنا الْمَقْصد الْأَسْنَى فَيبلغ الأمد الْأَقْصَى فطالما كَانَ مُعظم سَيِّدي للأسى فِي خبال وللأسف بَين اشْتِغَال بَال واشتعال بلبال ولقدومكم على هَذَا الْمحل المولوي فِي ارتقاب ولمواعيدكم بذلك فِي تحقق وُقُوعه من غير شكّ وَلَا ارتياب فها أَنْت تجتني من هَذَا الْمقَام الْعلي بتشيعك وُجُوه المسرة صباحا وتتلقى أَحَادِيث مكارمه ومواهبه مُسندَة صحاحا بحول الله تَعَالَى ولسيدي