للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَالَ فِي نفاضة الجراب لما خرجت من آسفي سرت إِلَى منزل ينْسب إِلَى أبي حدو وَفِيه رجل من بني الْمَنْسُوب إِلَيْهِ اسْمه يَعْقُوب فألطف وأجزل وآنس فِي اللَّيْل وطلبني بتذكرة تثبت عِنْدِي معرفَة فَكتبت لَهُ

(نزلنَا على يَعْقُوب نجل أبي حدو ... فَعرفنَا الْفضل الَّذِي مَا لَهُ حد)

(وقابلنا بالبشر واحتفل الْقرى ... فَلم يبْق لحم لم ننله وَلَا زبد)

(يحِق علينا أَن نقوم بِحقِّهِ ... ويلقاه منا الْبر وَالشُّكْر وَالْحَمْد)

وَقَالَ رَحمَه الله وَقد انتابه البرغوث

(زحفت إِلَيّ ركائب البرغوث ... نم الظلام بركبها المحثوث)

(بالحبة السَّوْدَاء قَابل مقدمي ... لله أَي قرى أعد خَبِيث)

(كسحت بِهن ذُبَاب سرح تجلدي ... لَيْلًا فحبل الصَّبْر جد رثيث)

(إِن صابرت نَفسِي أَذَاهُ تعبدت ... أَو صحت مِنْهُ أنفت من تحنيثي)

(جيشان من ليل وبرغوث فَهَل ... جَيش الصَّباح لصرختي بمغيث)

وَقَالَ رَحمَه الله وَقد أشرف على الحضرة المراكشية حاطها الله تَعَالَى

(مَاذَا أحدث عَن بَحر سبحت بِهِ ... من الْبحار فَلَا إِثْم وَلَا حرج)

(دَعَاهُ مُبْتَدع الْأَشْيَاء مستويا ... مَا إِن بِهِ دَرك كلا وَلَا درج)

(حَتَّى إِذا مَا الْمنَار الْفَرد لَاحَ لنا ... صحت أَبْشِرِي يَا مطايا جَاءَك الْفرج)

(قربت من عَامر دَارا ومنزلة ... وَالشَّاهِد الْعدْل هَذَا الطّيب والأرج)

وَلما وقف على مصانع مراكش وقصورها وقصبتها وَاعْتبر مَا صَار إِلَيْهِ حَالهَا بعد الْمُوَحِّدين قَالَ

(بلد قد غزاه صرف اللَّيَالِي ... وأباح المصون مِنْهُ مُبِيح)

(فَالَّذِي خر من بناة قَتِيل ... وَالَّذِي خر مِنْهُ بعض جريح)

(وَكَأن الَّذِي يزور طَبِيب ... قد تَأتي لَهُ بهَا التشريح)

(أعجمت مِنْهُ أَربع ورسوم ... كَانَ قدما بهَا اللِّسَان الفصيح)

(كم معَان غَابَتْ بِتِلْكَ المغاني ... وجمال أخفاه ذَاك الضريح)

(وملوك تعبدوا الدَّهْر لما ... أصبح الدَّهْر وَهُوَ عبد صَرِيح)

<<  <  ج: ص:  >  >>