٤
- (وَلَا زَالَ هَذَا الدَّهْر طوعك خَادِمًا ... علاك وطرف السعد نَحْوك طامحا)
وَمِمَّا مدح بِهِ سلا وَأَهْلهَا قَول الإِمَام الْعَلامَة الْهمام أبي عَليّ الْحسن بن مَسْعُود اليوسي رَضِي الله عَنهُ
(مرسى سلا مأوى الشمم ... وَالْمجد عَن طول الْأُمَم)
(بلد بحسبك منظر مِنْهُ ومخبره أتم ... مسري الهموم ومسرح الْأَبْصَار مسلاة الغمم)
(مترفلا فِي حلَّة من حسنه جنب الْعلم ... كَالْحرَّةِ الْحَسْنَاء فِي كنف الْهمام الْمُحْتَرَم)
(وتراه من جناته متلألئا بَين الأجم ... كالدر بَين زمرد فِي قرط مَارِيَة انتظم)
(وكوجه خود حفه السوالف فِي دلم ... {وكغرة فِي أدهم وَالصُّبْح فِي حنج الإحم)
(والثغر من زنجية ترنو إِلَيْهِ وَقد بِسم ... والبدر مَا بَين الدجى والشيب فِي سود اللمم)
(يَعْلُو فويق جنبه علم تدلى من أُمَم ... فَكَأَنَّهُ تَاج اللجين على جبيني ذِي عظم)
(أَو كالكبير مزملا أودى بنهضته الْهَرم ... فِي رَأسه صلع وَفِيمَا تَحت جَبهته غمم)
(أَو كالجواد بِأَنْفِهِ من ذَلِك الْقصر الرثم ... يَكْفِيك مِنْهُ هواؤه لَا خبث فِيهِ وَلَا وخم)
(عجبا صَحِيح والهوى أبدا عليل ذُو سقم ... وزلاله العذب الَّذِي يشفي الْفُؤَاد من الضرم)
(حاكى الْعقار وفاقها بصفاء لون الشيم ... أَبنَاء مجد فِي الألى كَانُوا يراعون الذمم)
(من نبلهم دون العويص ونبلهم خلف الْحرم ... ونفيسهم فقع الفلا ونفوسهم بيض الرخم)
(من كل أَبيض وَجهه تجلى بِهِ سدف الظُّلم ... فِي الْخطب بدر لامع ولدى الندى بَحر خضم)
(وأحبة كَانُوا لنا كَالْمَاءِ بِالرَّاحِ التأم ... لم يعد بَين بَيْننَا وَلَو الْفِرَاق بِنَا ألم)
(الْبَين بَين جسومنا لَا بَين أَنْفُسنَا يحم ... والعهد حَبل مَا انفصا عَنهُ الوداد وَلَا انفصم)
(والصدق نهج قد علا فِي كل أوجهه علم ... وَالْبر مرعاة قرى من فِيهِ للحسنى قرم)
(وَالنَّفس أَرض قد كرا الْمعِين ذَوُو الْكَرم ... وَالدّين روض قد رعى فِيهِ من العقبى رعم)
(وَالْعلم ورد مَا حلا إِلَّا لمن نزع الْحلم ... والسر برق مَا أضا إِلَّا لمن غسل الإضم)
(والدهر دولاب شما فِيهِ سوى أهل الشمم ... من ذاق مورده الصري يَوْمًا فللدنيا صرم)
ولنرجع إِلَى بَقِيَّة أَخْبَار ابْن الْخَطِيب
وَلما اسْتَقر بسلا وَاطْمَأَنَّ جنبه بهَا قَالَ
(يَا أهل هَذَا الْقطر ساعده الْقطر ... بليت فدلوني لمن يرفع الْأَمر)