(قطعت إِلَيْك تنائفا وصل ... أسئادها بِالنَّصِّ والوخد)
(تحدى على استصعابها ذللا ... وتبيت طوع الْقِنّ وَالْقد)
(بسعودك اللائي ضمن لنا ... طول الْحَيَاة بعيشة رغد)
(جاءتك فِي وَفد الأحابش لَا ... يرجون غَيْرك مكرم الْوَفْد)
(وافوك أنضاء تقليبهم ... أَيدي السرى بالغور والنجد)
(كالطيف يستقري مضاجعه ... أَو كالحسام يسل من غمد)
(يثنون بِالْحُسْنَى الَّتِي سبقت ... من غير إِنْكَار وَلَا جحد)
(ويرون لحظك من وفادتهم ... فخرا على الأتراك والهند)
(يَا مستعينا جلّ فِي شرف ... عَن رُتْبَة الْمَنْصُور وَالْمهْدِي)
(جازاك رَبك عَن خليقته ... خير الْجَزَاء فَنعم مَا تسدى)
(وَبقيت للدنيا وساكنها ... فِي عزة أبدا وَفِي سعد)
وَقَول الْكَاتِب البارع أبي عبد الله بن زمرك الأندلسي من قصيدة يَقُول فِي مطْلعهَا
(لَوْلَا تألق بارق التذْكَار ... مَا صاب واكف دمعي المدرار)
(لكنه مهما تعرض خافقا ... قدحت يَد الأشواق زند أواري)
إِلَى أَن قَالَ فِي الْغَرَض الْمَذْكُور
(وغريبة قطعت إِلَيْك على الونى ... بيدا تبيد بهَا هموم الساري)
(تنسيه طيته الَّتِي قد أمهَا ... والركب فِيهَا ميت الْأَخْبَار)
(يقتادها من كل مُشْتَمل الدجى ... فَكَأَنَّمَا عَيناهُ جذوة نَار)
(تشدو بِحَمْد المستعين حداتها ... يتعللون بِهِ على الأكوار)
(إِن مسهم لفح الهجير أبلهم ... مِنْهُ نسيم ثنائك المعطار)
(خَاضُوا بهَا لجج الفلا فتخلصت ... مِنْهَا خلوص الْبَدْر بعد سرار)
(سلمت بسعدك من غوائل مثلهَا ... وَكفى بسعدك حاميا لذمار)
(وأتتك يَا ملك الزَّمَان غَرِيبَة ... قيد النواظر نزهة الْأَبْصَار)
(موشية الأعطاف رائقة الحلى ... رقمت بدائعها يَد الأقدار)
(راق الْعُيُون أديمها فَكَأَنَّهُ ... روض تفتح عَن شَقِيق بهار)