(هَذَا مَحل المنى بالأمن مغمور ... من حلّه فَهُوَ بالأمان محبور)
(مأوى النَّعيم بِهِ مَا شِئْت من ترف ... تهوى محاسنه الْولدَان والحور)
(ويطلع الرَّوْض مِنْهُ مصنعا عجبا ... يضاحك النُّور من لألائه النُّور)
(ويسطع الزهر من أرجائه أرجا ... ينافح الندى نشر مِنْهُ منشور)
(مغنى السرُور سقَاهُ الله مَا حملت ... غر الْغَمَام وحلته الأزاهير)
(انْظُر إِلَى الرَّوْض تنظر كل معجبة ... مِمَّا ارْتَضَاهُ لرأي الْعين تحبير)
(مر النسيم بِهِ يَبْغِي القرا فقرا ... دَرَاهِم النُّور تبديد وتنثير)
(وهامت الشَّمْس فِي حسن الظلال بِهِ ... ففرقت فَوْقه مِنْهَا دَنَانِير)
(كَأَنَّمَا الطير فِي أفنائها صدحت ... بشكر مَالِكهَا وَالْفضل مشكور)
(والدوح ناعمة تهتز من طرب ... همسا وَصَوت غناء الطير مجهور)
(وَالنّهر شقّ بِسَاط الأَرْض تحسبه ... سَيْفا وَلكنه فِي السّلم مَشْهُور)
(ينساب للجنة الخضراء أزرقه ... كالأيم جد انسياب وَهُوَ مذعور)
(هذي مصانع مَوْلَانَا الَّتِي جمعت ... شَمل السرُور وَأمر السعد مَأْمُور)
(وَهَذِه الْقبَّة الغراء مَا نظرت ... لشكلها الْعين إِلَّا عز تنظير)
(وَلَا يصورها فِي الْفَهم ذُو فكر ... إِلَّا وَمِنْه لكل الْحسن تَصْوِير)
(وَلَا يرام بحصر وصف مَا جمعت ... من المحاسن إِلَّا صد تَقْصِير)
(فِيهَا المقاصير تحميها مهابته ... لله مَا جمعت تِلْكَ المقاصير)
(كَأَنَّهَا الْأُفق تبدو النيرات بِهِ ... ويستقيم بهَا فِي السعد تسيير)
(وينشأ المزن فِي أرجائه وَله ... من عنبر الشحر إنْشَاء وتسخير)
(وينهمي الْقطر مِنْهُ وَهُوَ منسكب ... مَاء من الْورْد يذكو مِنْهُ تعطير)
(وتخفق الرّيح مِنْهُ وَهِي ناسمة ... مِمَّا أهب بِهِ مسك وكافور)
(ويشرق الصُّبْح مِنْهُ وَهُوَ من غرر ... غر تلألأ مِنْهُنَّ الأسارير)
(وتطلع الشَّمْس فِيهِ من سنا ملك ... تَبَسم الدَّهْر مِنْهُ وَهُوَ مسرور)
وَمضى فِي مدح السُّلْطَان وَالله تَعَالَى يتغمد الْجَمِيع برحمته بمنه وَكَرمه