للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبحث التاسع

وفاته ومكان قبره

ذكر فريق من أهل التواريخ كالكَفَوي (١)، واللَّكْنَويّ (٢)، والزَّركلي (٣)، وغيرهم (٤) أن صدر الشريعة رحمه الله توفي في سنة سبع وأربعين وسبعمئة، ومرقدُه ومرقدُ والديه وأولاده وأجداد والديه كلُّهم في شرع آبار بُخارا إلا جدَّيه الفاسد والصحيح، فإنهما ماتا في كِرمان ودفنا فيها، تغمدهم الله برحمته.

وشذَّ القاري (٥) بذكر وفاته سنة نَيف وثمانين وستمئة، واستغرب اللكنوي ما ذكره القاري لبعد وقوعه، فقال معتذراً عنه (٦): ولعلَّه من ناسخ فلتراجع نسخة أخرى.

وقد راجعت نسخةً أخرى (٧) فوجدته كما هو، والذي يؤكِّد أنه ليس من الناسخ، إنما هو سبق وهم لذهن علي القاري، أنه ذكر نفس هذا التاريخ في بداية شرحه على «النُّقاية» المسمَّى «فتح باب العناية» (٨).

أمَّا حاجي خليفة ففي بعض المواضع (٩) ذكر وفاته سنة (٧٤٧ هـ)، وفي موضعين أخرين (١٠) ذكر وفاته سنة (٧٤٥ هـ) وفي موضع آخر (١١) ذكر وفاته سنة (٧٥٠ هـ) كما هي عادته فيمن يترجم له عند ذكر وفاته، فإنّه لا يمكن الاعتماد عليه إذا لم يوافقه من يعتمد عليه من أهل التواريخ (١٢).


(١) في «كتائب أعلام الأخيار» (ق ٢٨٧/أ).
(٢) في «الفوائد» (ص ١٨٥).
(٣) في «الأعلام» (٤: ٣٥٤).
(٤) كعمر كحالة في «معجم المؤلفين» (٢: ٣٥٥).
(٥) في «الأثمار الجنية» (ق ٣٦/أ).
(٦) في «الفوائد البهية» (ص ١٨٥).
(٧) وهي نسخة «الأثمار الجنية» في مكتبة الأوقاف في العراق.
(٨) فتح باب العناية» (١: ٣٤ - ٣٥).
(٩) الكشف» (١: ٤١٩،٤٩٦،٢: ٢٠١١).
(١٠) الكشف» (٢: ١٠٤٧،١٩٧١).
(١١) الكشف» (٢: ٢٠١٩)
(١٢) أطال اللكنوي الكلام في كتابيه «إبراز الغي الواقع في شفاء الغي»، و «تذكرة الراشد برد تبصرة الناقد» في عدم اعتبار كتاب «كشف الظنون» من الكتب المعتمدة لكثرة ما فيه من الخطأ، ولا نعلم هذا الخطأ من مؤلفه أو ناسخه أو مهتمي طبعه، مع اعتباره من أفضل الكتب التي ألفت في مجاله؛ لكثرة ما جمع ورتَّب.

<<  <  ج: ص:  >  >>