للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كبيرةً في اهتمام العلماء به حفظاً وتدريساً وشرحاً؛ لسهولة عبارته، والتزامه بذكر ما عليه الاعتماد في المذهب.

وفي القرن السادس: ألَّفَ علاء السمرقنديّ (ت ٥٣٩ هـ) «تحفة الفقهاء» وشرحَها تلميذه الكاساني (ت ٥٨٧ هـ) في «بدائع الصنائع»، وألَّفَ أبو حفص النسفي (ت ٥٣٧ هـ) «منظومة الخلاف» التي اهتمّ العلماء بشرحها (١)، وأبو القاسم السمرقندي (ت ٥٥٦ هـ)

«الفقه النافع» (٢)، والغزنوي (ت ٥٩٣) «مقدمته» المشهورة (٣)، ولم ينته هذا القرن حتى ألف المَرْغينانيّ كتاب «الهداية»، وهو شرح لـ «بداية المبتدي» له، جمع فيه ما بين «متن القُدُوريّ» و «الجامع الصغير» للشيباني، وأكثر في «الهداية» من التأصيل والاستدلال للمسائل عقلاً وشرعاً، فشاعت في البلاد وذاعت، وأصبحت محطّ نظر العلماء، فدرَّسوها وشرحوها (٤)، ومما قيل فيها:

إلى حافظيه ويجلو العمى … كتاب الهداية يهدي الهدى

فلازمه واحفظه يا ذا الحجى … فمن ناله نال أقصى المنى

وقيل:

إن الهداية كالقرآن قد نسخت … ما صنفوا قبلها في الشرع من كتب

فاحفظ قراءتها والزم تلاوتها … يسلم مقالك من زيغ ومن كذب (٥)

قال طاشكبرى زاده بعد أن ذكر عدداً من شروحها: شروح «الهداية» لا تنحصر فيما ذكر، لكن الأشهر ما ذكرناه ومع جد الفضلاء وسعيهم على شرحها لم تبرز


(١) منهم: حافظ الدين النسفي والموصلي والحموي والافشنجي والقره حصاري والأسمندي والسديدي والحدادي والقيصري وابن الشحنة. ينظر: «الكشف» (٢: ١٨٦٧ - ١٨٦٨).
(٢) منهم: حافظ الدين النسفي والرامشي، وممن نظمه محمد بن جلال الدين المعروف بسلطان (ت ٧٤٠ هـ). ينظر: «الكشف» (٢: ١٩٢٢). و «المذهب الحنفي» (٢: ٤٧١).
(٣) ممن شرحها: أحمد بن محمد بن الضياء القرشي. ينظر: «الضوء اللامع» (٧: ٨٤ - ٨٥).
(٤) وممن شرحها: الصغناقي والقونوي والضرير والكاكي والسروجي والخبازي والإتقاني وابن الهمام والبابرتي والكرلاني والغزنوي والعيني واللكنوي وغيرهم كثير ينظر: «الكشف» (٢: ٢٠٣٢ - ٢٠٤٠).
(٥) ينظر: «مفتاح السعادة» (٢: ٢٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>