للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومما رأيت إلحاقه بمسألة الاهتمام بالصحة لعلاقته بالمرض والوفاة حث عمر رضي الله عنه من أصيب بوفاة قريب أو عزيز عليه بالصبر واحتساب الأجر على الله، وعدم الجزع والنياحة على الميت.

قال ابن عمر رضي الله عنهما: كان عمر يضرب فيه أي البكاء على الميت برفع الصوت والنوح عليه بالعصا ويرمي بالحجارة ويحثي التراب (١).

وأذن عمر رضي الله عنه لأهل الميت بإظهار الحزن عليه والبكاء على فراقه من غير رفع الأصوات لأن ذلك من طبيعة البشر التي لا يستطيعون دفعها.

فلما توفي خالد بن الوليد رضي الله عنه مر عمر رضي الله عنه بنسوة من بني المغيرة، وهن يبكين خالد بن الوليد في داره، فقال رضي الله عنه: ما عليهن أن يهرقن دموعهن على أبي سليمان ما لم يكن نقعاً (٢) أو لقلقة (٣).


(١) رواه البخاري / الصحيح ١/ ٢٢٧، ٢٢٨.
(٢) النَّقْع: رفع الصوت، ونقع الصارخ بصوته تابعه وأدامه، وقيل المراد بالنقع في الأثر: أصوات الخدود إذا ضربت، وقيل هو: وضع رؤوسهن في النقع، وهو الغبار، وقيل النقع: شق الجيوب. ابن منظور / لسان العرب ١٤/ ٢٦٧.
(٣) اللَّقْلَقة: الجلبة كأنها حكاية الأصوات إذا كثرت، فكأنه أراد الصياح والجلبة عند الموت. المصدر السابق ١٢/ ٣١٥.
رواه البخاري / الصحيح ١/ ٢٢٤، البخاري / التاريخ الصغير ١/ ٧١، الحاكم / المستدرك ٣/ ٢٩٧، البيهقي / السنن الكبرى ٤/ ٧١، وهو عند البخاري معلقاً بصيغة الجزم، وإسناده في التاريخ الصغير صحيح، وليس فيه قوله: ما لم يكن نقعاً ولا لقلقة، ورجال إسناده عند الحاكم

<<  <  ج: ص:  >  >>