للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصب فيها ماء حتى احترقت، ثم دعا بأسيرين من المسلمين، فأمر أحدهما فألقي فيها وهو يعرض عليه النصرانية، وهو يأبى، ثم أمر به أن يلقى فيها، فلما ذهب به بكى، فقيل له: إنه بكى، فظن أنه رجع، فقال: ردوه، فعرض عليه النصرانية، فأبى، قال: فما أبكاك؟ قال: أبكاني أني قلت هي نفسي نفس واحدة تلقى هذه الساعة في هذا القدر، فتذهب، فكنت أشتهي أن يكون بعدد كل شعرة في جسدي نفس تلقى هذا في الله عز وجل. قال الطاغية: هل لك أن تقبل رأسي وأخلي عنك؟ قال عبد الله: وعن جميع أساري المسلمين. قال: وعن جميع أسارى المسلمين.

قال عبد الله: فقلت في نفسي عدو من أعداء الله أقبل رأسه، ويخلي عني وعن أسارى المسلمين، لا أبالي فدنا منه، وقبل رأسه، فدفع إليه الأسارى، فقدم بهم على عمر رضي الله عنه، فأخبر عمر بخبره، فقال: حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة، وأنا أبدأ، فقام فقبل رأسه (١).


(١) رواه ابن سعد / الطبقات ٤/ ١٩٠، أبو العرب / المحن ص ٣٨٣، ٣٨٤، أبو نعيم / معرفة الصحابة ١/ ٣٥١/أ، البيهقي / شعب الإيمان ٤/ ٢٦٨، ٢٦٩، ابن الجوزي / المنتظم ٤/ ٣٢٠، ٣٢١. ابن الأثير / أسد الغابة ٣/ ١٤٣.
وهو عند ابن سعد من كلام الواقدي ولفظه مختصر، وفيه اختلاف، وهو: وكانت الروم قد أسرت عبد الله بن حذافة، فكتب فيه عمر بن الخطاب إلى قسطنطين فخلى عنه.
وفي إسناده عند أبي العرب شيخه يحيى بن عبد العزيز لم أجد له ترجمة، وفيه أيضاً عبد الله بن محمد من ولد عبد الله بن حذافة لم أعرفه، وهو الذي يروي قصة عبد الله بن حذافة وبقية رجاله ثقات.
وفيه عند أبي نعيم شيخ أبي نعيم، وشيخه لم أجد لهما ترجمة، وفيه عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي، قال الذهبي: أحد الضعفاء، وقال: ضعفه ابن عدي وغيره. ميزان الاعتدال ٢/ ٤٨٨، وفيه عطاء بن عجلان الحنفي. متروك، بل أطلق عليه ابن معين والفلاس وغيرهما الكذب. تق ٣٩١.
ورواه ابن الجوزي وابن الأثير من طريق أبي نعيم.
وفيه عند البيهقي ضرار بن عمرو ذكره البخاري وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. التاريخ الكبير ٤/ ٣٤٠، الجرح والتعديل ٤/ ٢٦٥، ولعله الملطي الذي ذكر في شيوخ عبد العزيز بن مسلم القسملي، قال ابن معين: لا شيء، وقال الدولابي: فيه نظر. ميزان الاعتدال ٢/ ٣٢٨، وبقية رجال السند ثقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>