حتى يتمكنوا من مقاومة العدو، ومن ذلك أمره رضي الله عنه لجنده بالإفطار في رمضان، وكانوا يحاصرون حصناً للعدو (١).
ومن التوجيهات الهامة التي وجه إليها عمر رضي الله عنه قادة جيشه، عدم المغامرة وتعريض قوات المسلمين للمخاطر والمهالك، والعمل على الإقلال من الخسائر البشرية بقدر المستطاع.
ومن ذلك إعلامه رضي الله عنه بجنده وقادتهم أن تراجعهم عن مواجهة العدو في أرض المعركة وانسحابهم إلى ديار المسلمين عند إحساسهم بعدم تكافء كفة القتال، وشعورهم بالخطر المحقق، أن ذلك
(١) رواه عبد الرزاق / المصنف ٥/ ٣٠٢، ابن أبي شيبة / المصنف ٦/ ٤٦٢، ورجال إسناده عند عبد الرزاق ثقات، ولكنه منقطع من رواية سعيد بن جبير عن عمر رضي الله عنه وهو ثقة من الثالثة، ولفظه: كتب عمر رضي الله عنه إلى قوم محاصرين العدو في رمضان ألا تصوموا، وفي إسناده عند ابن أبي شيبة معاوية بن هشام، صدوق له أوهام. تق ٥٣٨، وفيه البراء بن قيس الراوي عن عمر رضي الله عنه، ذكره البخاري وابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. التاريخ الكبير ٢/ ١١٧، الجرح والتعديل ٢/ ٣٩٩، وذكره ابن حبان في الثقات ٤/ ٧٧، وبقية رجاله ثقات، ولفظه: عن البراء بن قيس قال: أرسلني عمر بن الخطاب إلى سلمان بن ربيعة آمره أن يفطر وهو محاصر. ففي الأثر تصريح بسماع البراء من عمر، والسند إليه حسن. فالخبر حسن إن شاء الله.