للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يعد فراراً من الزحف، وإنما هو من الرجوع إلى فئة، كما قال تعالى: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (١).

فلما بلغ عمر رضي الله عنه مقتل أبي عبيد الثقفي (٢) رضي الله عنه قائد موقعة الجسر (٣)، وهزيمة جيشه، قال: إن كنت له فئة لو انحاز إلي (٤).

ولما رجع بعض جيشه إلى المدينة قال لهم عمر رضي الله عنه: أنا فئتكم (٥).


(١) سورة الأنفال الآية (١٦).
(٢) أبو عبيد بن مسعود الثقفي قال ابن عبد البر: لا أعلم له رواية شيء، قتل هو وابنه جبر في صدر خلافة عمر رضي الله عنه يوم الجسر. الاستيعاب ٤/ ٢٧١.
(٣) كانت موقعة الجسر في آخر شهر رمضان وأول شوال سنة ثلاثة عشر، في قس الناطف على شاطئ الفرات. خليفة بن خياط / التاريخ ص ١٥٤.
(٤) رواه عبد الرزاق / التفسير ١/ ١٥٥، ابن أبي شيبة / المصنف ٦/ ٥٤١، ورجال إسناده عند عبد الرزاق ثقات، وهو منقطع من رواية قتادة بن دعامة عن عمر رضي الله عنه، وهو ثقة من الطبقة الرابعة، وهو عند ابن أبي شيبة رجاله ثقات، ولكنه منقطع من رواية محمد بن سيرين عن عمر رضي الله عنه. فالأثر يرتقي بطريقيه لدرجة الحسن لغيره.
(٥) رواه ابن أبي شيبة / المصنف ٦/ ٥٤٢، ٥٤٩. صحيح.
قال: حدّثنا معاذ بن معاذ، قال: ثنا التيمي عن أبي عثمان، قال: لما قتل أبو عبيد … الأثر.

<<  <  ج: ص:  >  >>