للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمر عمر رضي الله عنه قادة جيشه بعدم المغامرة بأنفسهم، وحذرهم من نزول الأماكن التي يمكن أن يكمن لهم فيها عدوهم، ويفرق جمعهم، وذلك كالغابات الكثيفة الشجر، والمستنقعات المائية، ونحوها، قال رضي الله عنه وهو يوصي قادة جيشه بجند المسلمين: ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم (١).

ومما روي عن عمر رضي الله عنه في عدم الإقدام على المهالك، أنه قال: لا تستعملوا البراء بن مالك (٢) على جيش من جيوش المسلمين، فإنه مهلكة من الهَلك يقدم بهم (٣).

ومن المبادئ التي روي عن رضي الله عنه توجيه قادته للتحلي بها هو التريث والتعقل والتؤدة في إدارة العمليات العسكرية، ولا شك أن هذا المبدأ مبدأ في غاية الأهمية، وما ثبت عن عمر رضي الله عنه من أخذه


(١) صحيح. تقدم تخريجه في ص: (١٠٧٤).
(٢) البراء بن مالك بن النضر الأنصاري رضي الله عنه، أخو أنس بن مالك لأبيه، وأمه، شهد أحداً وما بعدها من المشاهد مع رسول الله r. ابن عبد البر / الاستيعاب ١/ ٢٣٧.
(٣) رواه ابن سعد / الطبقات ٧/ ١٦، ورجاله ثقات سوى عمرو بن عاصم، فهو صدوق، وهو منقطع من رواية محمد بن سيرين عن عمر رضي الله عنه. فالأثر ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>