للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمبدأ الشورى (١) في القتال يدل عليه.

فالقائد الذي يشاور أصحابه، وأهل الرأي منهم، يبعد عنه التعجل والتهور، واتخاذ القرارات الفردية، ويكون أقرب إلى الصواب والحق.

روي عنه رضي الله عنه أنه لما بعث أبا عبيد إلى العراق، بعث معه سليط بن عمرو الأنصاري (٢) رضي الله عنه، وقال له: لولا عجلة فيك لوليتك، ولكن الحرب زبون (٣) لا يصلح لها إلا الرجل المكيث (٤).

وقد أمر عمر رضي الله عنه قادته وجنده وأوصاهم ببعض الآداب التي ينبغي أن يتحلوا بها في تعاملهم مع عدوهم في أرض المعركة.

وهي آداب أمر بها الله عز وجل في كتابه العزيز، وعمل بها رسوله صلى الله عليه وسلم.


(١) انظر ص: (١٠٨٨).
(٢) سليط بن قيس بن عمرو النجاري الأنصاري، شهد بدراً، وما بعدها من المشاهد كلها، وقتل يوم جسر أبي عبيد. ابن عبد البر / الاستيعاب ٢/ ٢٠٦.
(٣) زبون: أي تزبن الناس أي تصدمهم وتدفعهم، وقيل معناه أن بعض أهلها يدفع بعضهم بعضاً لكثرتهم. ابن منظور / لسان العرب ٦/ ١٦.
(٤) رواه البلاذري / فتوح البلدان ص ٢٥١، الطبري / التاريخ ٢/ ٣٦١، وهو عند البلاذري من غير إسناد حيث قال: قالوا … ، وعند الطبري من طريق شعيب عن سيف. فالأثر ضيعف.

<<  <  ج: ص:  >  >>